الأيزيدية هيار وأطفالها

روت أم إيزيدية قصة مروعة عن ابنتها التي تبلغ من العمر تسعة أعوام، وبيّنت أنّ الطفلة ظلت تتشبث بجثة والدها وهو مقطوع الرأس بعد أن أرداه أحد قناصي تنظيم "داعش" قتيلًا.وأوضحت هايار البالغة من العمر 33 عامًا، وتقطن في مخيم "خانك" للاجئين شمال العراق، "عندما شرع مقاتلو (داعش) في قتل الجميع، ذهبت لرؤية زوجي وكان مغطى بدمه ومن دون رأس، عندما شاهدت ابنتي شيلان جثة والدها سقطت عليها لاحتضانها، ولم أستطع أن أمنعها".


وأضافت "شعرت بالصدمة جراء هذا المشهد، ولم تستطع التنفس بشكل طبيعي لساعتين، وما زالت تتذكر الحدث حتى اليوم".

وأثناء حديث الأم، جلست شيلان التي تعاني من صدمة إلى جانب أمها وانهارت باكية كلما تابعت والدتها الكلام، وقتل والدها قاسم بعد أن اختطفت العائلة مع 50 إيزيديا آخرين في هجمات لـ"داعش" على تل عازر جنوب جبل سنجار في الثالث من آب/ أغسطس من العام المنصرم.وكشفت الأم أن ابنتها الأخرى البالغة من العمر 16 عاما اختطفت مع 24 فتاة إيزيدية كسبايا لمقاتلي "داعش" ولم تسمع عنها والدتها أي خبر منذ تلك الفترة.وأبرزت الأم "غير هذا اليوم حياتي إلى الأبد، لقد حاول هؤلاء تجنيدنا في حربهم المقدسة واختطفوا الفتيات وأجبروا الرجال على التحول إلى الإسلام، وعندما رفضوا شرعوا في قتلهم بالسيوف والبنادق". وأكد ابنها أركاد البالغ من العمر 15 عامًا أنه رأى مقاتلا من "داعش" يقطع رأس إيزيدي بالسيف.

وعند انتهاء عملية القتل وانسحاب المتطرفين، استطاعت العائلة الاختباء في الجبل القريب حوالي 12 يومًا، بعدما عثرت على ابنها الكبير الذي يبلغ من العمر 17 عاما فور أن تمكن من الهرب من مقاتلي "داعش". ولجأت العائلة بمساعدة القوات الكردية إلى الحدود السورية، قبل التوجه إلى كردستان العراق. وتأمل الأم في عودة ابنتها التي جرى اختطافها وتشدد على أنها لا تستطيع مغادرة العراق قبل أن تعرف مصيرها، وأخبرها بعض الأشخاص أن ابنتها انتحرت. واعتبر تقرير للأمم المتحدة أن الجرائم التي ارتكبها "داعش" ضد الإيزيديين تعتبر ضد الإنسانية، يعاني أكثر من مليون لاجئ ممن كانوا يقطنون جبل سنجار في شمال العراق ويعيشون في العراء منذ آب/ أغسطس الماضي.