سطح المريخ

 اكتشف علماء الفلك حديثًا، عمودين غريبين يشبهان السحاب فوق سطح المريخ، وسجّل الهواة مراحل تطور أشكال تشبه الأعمدة بشكل واضح على سطح هذا الكوكب في مناسبتين منفصلتين في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2012.

واعتبر العلماء أنَّ هذا الاكتشاف من شأنه أن يساعد على توضيح مكونات الغلاف الجوي للمريخ، لاسيما أنَّ هذه الأعمدة قد شوهدت على ارتفاعات أكثر من 155 ميل (250 كم) فوق المنطقة نفسها من المريخ، ما يعني أنَّ هناك فرصة للتعرف على طبيعة الغلاف الجوي للمريخ.

وأشار العلماء إلى أنَّ أحد هذه الأعمدة تشكّل في حوالي 10 ساعات واستمر لمدة 11 يومًا في آذار مارس 2012، قبل أن يتحول من فقاعات بارزة مزدوجة، اندمجت في شكل إصبع، وشوهد ثانية في مكان قريب من المكان الأول في 6 نيسان/ أبريل 2012 واستمرت نحو 10 أيام.

وصرَّح المشرف على الدراسة، الباحث في جامعة إقليم الباسك في بيلباو في إسبانيا، أوغستين سانشيز لافيجا، بأنَّ "المسافة بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي رقيقة جدًا، بالتالي فإنَّ وجود أعمدة بارتفاع 155 ميل، 250كغم؛ غير متوقع بالمرة".

وأوضح أوغستين، أنَّ هذه الأعمدة تمتد بين 310 كيلومتر و 620 ميلًا، أي 500 و 1000كم، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، مشيرًا إلى أنَّ هذه السحب شوهدت على علو شاهق، حوالي 155 ميلًا 250كم تقريبًا من فوق "تيرا سميرا، Terra Cimmeria، وهي جزء من المرتفعات الجنوبية الوعرة للمريخ.

وأبرز أنَّ البحث يجري عن احتمالات وجود مياه ونشاط بركاني على سطح المريخ، حيث يمكن أن يغذي كليهما نظريًا شكلًا من أشكال الحياة، لافتا إلى رصد سحب من الغبار أو بلورات ثلجية في بعض الأحيان على المريخ في الماضي؛ لكنها لم تكن أبدا تمتد على نطاق واسع كما حدث مع هذين العمودين، كما أنها تشكلت دائمًا على ارتفاع أقل من 100كم.

وأشار إلى أنَّ أيًا من المركبات الفضائية التي تدور حول المريخ لم ترَ هذه الإشكال بسبب شكلها الهندسي وظروف الإضاءة في ذلك الوقت، ومع ذلك بالتحقق من صور "هابل" التي صورت بين عامي 1995 و 1999 وقواعد البيانات من صور للهواة التي تمتد من 2001-2014؛ ظهرت غيوم بشكل عرضي في أطراف كوكب المريخ، وإن كانت عادة تصل في الارتفاع الى 62 ميلًا، أي  100كم.

وكشفت مجموعة من الصور التي التقطها المسبار "هابل" بتاريخ 17 أيار/ مايو 1997، كشفت عن وجود سحابة مرتفعة بشكل غير طبيعي، مماثلة لتلك التي رصدت من قبل هواة الفلك عام 2012، ويعمل العلماء الآن على تحديد طبيعة وسبب وجود هذه الأعمدة باستخدام بيانات "هابل" مع الصور التي التقطها الهواة.

وأكد أوغستين، أنَّ الأعمدة يمكن أن تكون مكونة من جزيئات من الماء أو ثاني أكسيد الكربون، أما التفسير الآخر، فإنه يمكن أن يكون أضواء الشفق "أرورا"، على غرار الأضواء المتلألئة التي تظهر في الغلاف الجوي للأرض عندما تصطدم الجسيمات الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض.

وبيّن أنَّ الدراسات السابقة للمركبات العلمية ذكرت أن مرتفعات "تيرا سيميرا" يمكن أن يكون لها "شريط" مغناطيسي قوي ولكن موضعي، مشيرًا إلى أنَّه إذا كان هذا هو الحال، فإنَّ "شفق" المريخ سيكون ملحوظا 1000 مرة أكثر من الشفق الأرضي.

ولكن العلماء يعترفون بأن "كل التفسيرات تتحدى فهمنا الحالي للغلاف الجوي للمريخ".