استخدام "خدمات الحكومة الإلكترونيَّة"

أظهرت دراسة عالمية حديثة أن المملكة العربية السعودية تأتي في المركز الخامس عالميًّا بين عشر دول رائدة  في استخدام "الخدمات الحكوميَّة الرقمية" بداية من توفير بوابات إلكترونية على الإنترنت، والوصول إلى الخدمات العامَّة، واستخدام القنوات الرقمية ووسائل الإعلام الاجتماعيَّة إلى التواصل والتفاعل مع المواطنين.
وأوضحت شركة " اكسنتشر" العالميَّة، أن حكومة المملكة تهدف إلى تمكين المواطنين من استخدام الخدمات الحكوميَّة بطريقة آمنة ومتكاملة وسهلة عبر قنوات إلكترونية مُتعدِّدة، إِذْ تدرك أن ثمة حاجة ضرورية إلى التعاون في مختلف المجالات للتحوّل إلى مجتمع المعلوماتية وتحقيق الأهداف المرجوة. حيث يهدف برنامج الحكومة الإلكترونية في المملكة إلى زيادة إنتاجيَّة القطاع العام وتحسين كفاءته وتوفير خدمات أفضل وسهلة الاستخدام للمواطنين ولقطاع الأعمال وزيادة المردود على الاستثمارات وتوفير المعلومات المطلوبة في الوقت المناسب وبطريقة تتسم بدقة وجودة عالية.
وأضافت الدراسة أن المملكة لديها بالفعل خطة عمل وطنيَّة للحكومة الإلكترونية (2012- 2016) تهدف من خلالها إلى بناء قوة عمل مستدامة لحكومة إلكترونية وتحسين تجربة الرأي العام في التفاعل مع حكومته ونشر ثقافة التعاون والإبداع والابتكار وتحسين كفاءة الحكومة وفعاليتها.
ونوَّهت بوعي المملكة وفهمها العميق لأهمية الحكومة الإلكترونية وإيمانها القوي بالفوائد الجمَّة التي ستعود على الاقتصاد السعودي من وراء وجود حكومة إلكترونية فعَّالة وقوية، ومن هنا تركز المملكة بقوة على تعزيز آليات التحول إلى حكومة إلكترونية شاملة وتعزيز تمحور خدماتها على المواطن بكفاءة عالية وتكاليف أقل.
وأشادت الدراسة أيْضًا بالبوابة الحكوميَّة الإلكترونية الوطنيَّة التي تسمح للمواطنين والمقيمين ورجال الأعمال والزائرين الحصول على الخدمات التي تقدمها حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة وهيئاتها، حيث يمكن لمستخدمي البوابة تصفحها واختيار الخدمة المطلوبة من بين عدد ضخم من الخدمات الإلكترونية المتاحة تصل إلى 1400 خدمة إلكترونية متنوعة المستويات، وتسهم هذه البوابة كأداة للعلاقات العامَّة للحكومة في نشر الأخبار والفعاليات والأحداث من مختلف مناطق المملكة.
ولفتت الدراسة إلى فوز البوابة الوطنيَّة للحكومة الإلكترونية في المملكة في مؤتمر جائزة القمة العالميَّة في المؤتمر العالمي لعام 2013 لتميُّزها كأفضل وأضخم بوابة بيانات لحكومة إلكترونية. وأفادت أن المواطن السعودي يشعر بالرضا والثقة في قدرة حكومته على توفير خدمات إلكترونية تتسم بقدر عالٍ من الجودة، وأن حكومته بمرور الوقت تأخذ مبادرات للتواصل الإيجابيّ مع المواطنين عبر مختلف القنوات الإلكترونية بما فيها وسائل الإعلام الاجتماعيَّة، مشيرة إلى أن الفرص لا تزال قائمة كي تحتل المملكة مركزًا متقدمًا بين الدول الثلاث الأوائل بقائمة الدول الرائدة في تقديم الخدمات الحكوميَّة الإلكترونيّة على مستوى العالم.
ووجدت الدراسة أيْضًا ارتباطًا قويًّا بين تحسن جودة الخدمات وبين وجود علاقة قوية بين المواطنين وحكومتهم في المملكة، وهي مسألة أسهمت بصفة رئيسة في وصول المملكة للمركز الخامس في قائمة الدول العشر الرائدة في تقديم الخدمات الحكوميَّة الإلكترونية.
وجاء في الدراسة أن المواطن السعودي يَرَى أن من بين الأولويات التي يجب على حكومته التركيز عليها هي:
أولاً، التخطيط على المدى الطويل وليس لسنوات قليلة قادمة، وثانيًّا: مطالبة الحكومة بفهم أفضل لأولويات المواطن والمجتمع.. أما ثالث الأولويات التي يريدها المواطن هي توفير الخدمات بشكل أكثر فعالية مع تكلفة أقل.
ونتيجة لذلك، تُعدُّ المملكة العربيَّة السعوديَّة من الدول الناجحة عالميًّا في توفير وإتاحة أعداد كبيرة للغاية من الخدمات العامَّة عبر القنوات الإلكترونية، وأبلغ مثال على ذلك النجاح، نظام سوق العمل الافتراضي الذي تطلقه وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية لخدمة المعنيين وأصحاب المصالح في سوق العمل. وهو نظام يهدف إلى إيجاد قاعدة بيانات ضخمة عن الوظائف المتاحة تيسرًا على طالبي الوظائف البحث عن هدفهم دون عناء.
ويوفر البرنامج أيْضًا آلية دعم ضرورية للبحث عن الوظيفة المطلوبة إلى جانب توفير خدمات للتدريب والاستشارات عبر الإنترنت ودعم أرباب العمل بالقطاع الخاص في توطين الكفاءات من المواطنين وتعزيز فرص العمل للجنسين من المواطنين والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصَّة.
وجاء ترتيب الدول العشر الرائدة عالميًّا في توفير الخدمات الحكوميَّة الإلكترونية (الرقمية) على النحو التالي: سنغافورة المركز الأول والنرويج المركز الثاني والإمارات العربيَّة المتحدة المركز الثالث، وكوريا الجنوبية المركز الرابع والمملكة المركز الخامس تلتها الولايات المتحدة الأمريكية في المركز السادس، ثمَّ المملكة المتحدة (بريطانيا) في المركز السابع، فالهند بالمركز الثامن، وجاءت ألمانيا في المركز التاسع، والبرازيل في المركز العاشر.