تطبيق "آي نكبة" للهواتف الذكية

أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن مساحة فلسطين التاريخية تبلغ 27 ألف كليو متر مربع، وتستغل إسرائيل أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية للأراضي، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15في المائة فقط من مساحة الأراضي.
 
وذكر الجهاز، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه عشية الذكرى السابعة والستين للنكبة، أن نسبة الفلسطينيون في الداخل بلغت 48في المائة، مما يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس مساحة الأرض التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي.
 
وأضاف أنه تم تهجير وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة خلال النكبة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.
 
وأشارت البيانات الموثقة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيطر خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قام بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة في حق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
 
وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطين تشكل 43.1في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية عام 2014، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة "الغوث" في الأول من تموز/يوليو لعام 2014، حوالي 5.49 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 29.0في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيمًا تتوزع في واقع 10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
 
وأطلقت مؤسسة "ذاكرات" (زوخروت باللغة العبرية)، وهي غير حكومية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، تطبيق "آي نكبة - الأرض غير المرئية" على أجهزة الهواتف الذكية على نظام تشغيل "آي أو أس" لهواتف "آيفون" قبل أن تطوره وتطلقه على أنظمة تشغيل "أندرويد" لهواتف "سامسونج" في فبراير/شباط الماضي. وذلك للوصول إلى أسماء القرى الفلسطينية التي كانت قائمة حتى عام 1948 .
 
ويعد تحميل التطبيق مجاني، حتى تظهر أمامك خارطة فلسطين المحتلة مغطاة بمئات النقاط ذات لون بني كلٌ منها يشير إلى قرية عربية أُزيلت عام 48، وهذا التطبيق يقدم شرحًا وافيًا عن كل قرية، بدءًا بعدد سكانها قبل عام 1948، وتاريخ احتلالها، والمستوطنات التي أقيمت على أنقاضها، وصولاً إلى شرح وافٍ عن تاريخها وصورة لها أو أحد منازلها قبل ذلك العام.
 
هذا التطبيق يوفر معلومات مشابهة عن مئات البلدات العربية كما جاءت في كتاب "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها" لمؤلفه وليد الخالدي، والصادر عن مؤسسة "الدراسات الفلسطينية" عام 1997، ويقدم التطبيق هذه المعلومات باللغات الثلاث: العربية، والإنجليزية، والعبرية.وتم استخدام اسم "آي نكبة" لهذا التطبيق، لأنه اُستخدم أولاً في أجهزة هاتف "آي فون" الذكية.
 
وقالت مؤسسة "ذاكرات"، على موقعها الإلكتروني، إن "التطبيق يضم خرائط تشمل معالم البلدات الفِلَسطينية التي تمّ هدمها وتغييبها تمامًا بعد احتلالها، والتي تمّ هدمها جزئيًّا، أو حتى التي بقيت على ما هي عليه، في حين تمّ طرد أهاليها".
 
و"يضمّ التطبيق معلومات تاريخية، ولقطات ﭬـيديو، وصورًا عن هذه البلدات. والتطبيق تفاعليّ ويمكّن المشاركين من طرح (تحميل) صور من البلدات المهدومة، والمشاركة بمشاعرهم، ومتابعة التحديثات عن بلدات مختارة"، وفقا للمؤسسة.
 
ويستخدم "آي نكبة" خاصية الخرائط في موقع "غوغل"، وتطبيق "ويز" للملاحة، لتمكين مستخدميه إن كانوا يقودون سياراتهم من الوصول إلى القرى المدمرة.
وبتشغيل التطبيق في الطريق من القدس إلى تل أبيب، ، تظهر قرى "لفتا"، و"دير ياسين"، و"قالونيا"، و"القسطل"، و"خربة العمور"، و"ساريس"، و"اللطرون"، و"عمواس"، و"دانيال"، و"جنداس"، و"السافرية"، و"يازور"، و"سلمة"، وهي أسماء قرى لا تظهر على اللافتات في الشوارع.
 
وتأسست "ذاكرات" في الأول من يناير/كانون الثاني 2005 بهدف "تعريف الجمهور اليهوديّ في إسرائيل بالنكبة"، وتقول المؤسسة على موقعها الإلكتروني إن "معرفة النكبة هي شرط حتميّ للاعتراف بمسؤولية اليهود عن حصتهم في النكبة الفلسطينية، وهو شرط أساسي للمصالحة مع الفلسطينيين مستقبلاً".
وأضافت: "الاعتراف بالمسؤولية معناه الاعتراف بدَين اليهود الأخلاقيّ عن عمليات الطرد والتخريب عام 1948، وكذلك اعتراف وتحقيق لحقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم وفقًا لقرار الأمم المتّحدة رقم 194، ويضم طاقم المؤسسة في عضويته يهودًا وعربًا، وتترأسها اليهودية ليئات روزنبرغ.
 
وتحمل قلة قليلة من الإسرائيليين اليهود آراء كهذه، ما يجعلهم يعانون عزلة في المجتمع اليهودي الإسرائيلي الذي يعتبر في غالبيته العظمى أن عودة اللاجئين الفلسطينيين "خط أحمر".
 
و"النكبة" هي مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء ما يسمونها "عصابات صهيونية مسلحة" على أراض فلسطينية، أقاموا عليها يوم 14 أيار /مايو 1948 دولة إسرائيل، وهجروا 957 ألف فلسطيني من أراضيهم إلى بقاع مختلفة من أنحاء العالم، بحسب تقدير للأمم المتحدة صدر عام 1950.
 
ويحيي الفلسطينيون سنويًا ذكرى هذه النكبة في 15 من أيار/مايو من كل عام في مسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.
 
وترى مؤسسة "ذاكرات" أن "النكبة هي كارثة تدمير البلدات الفلسطينية، وطرد سكانها عام 1948 ومحو الثقافة والحياة الفلسطينيتيْن اللتين سادتا هنا حتى عام 1948".

وتعتبر النكبة هي "حدث مؤسِّس في الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، لا يزال يؤثّر على واقع حياتنا اليوم، أيضًا، ورغم ذلك، فإنه حدث مُغيَّب، لا يحظى بحيّز، تقريبًا، في المجتمع الإسرائيليّ".
 
وتنشط المؤسسة في تنظيم لقاءات وزيارات إلى القرى المهجرة وتوزيع كتيبات وأفلام تحث الإسرائيليين على الاعتراف بـ"النكبة" والقبول بعودة اللاجئين.
 
وعلى مدى 20 عامًا من المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، رفضت إسرائيل أن تعترف بمسؤوليتها عن تهجير اللاجئين الفلسطينيين وتدمير قراهم، ومن ثم ترفض عودة اللاجئين الذين يبلغ عددهم حاليا 5.9 مليون لاجئ، بحسب أحدث مسح للجهاز المركزي لإحصاء الفلسطيني عام 2014.


وفي عام 2011، تبنّى الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي قانون "النكبة" الذي يخول وزير المالية تقليص التمويل الحكومي أو الدعم للمؤسسة التي تقوم بنشاط يعارض تعريف دولة إسرائيل كدولة "يهودية وديمقراطية" أو يحيي يوم استقلال الدولة أو يوم تأسيس الدولة على أنه "يوم حزن وحداد.