الأمير الحسن بن طلال

شارك الأمير الحسن بن طلال في الحفل الذي اقيم في مدينة تريستا شمال شرق إيطاليا قرب الحدود مع سلوفينيا، بمناسبة مرور خمسين عاما على تاسيس المركز الدولي للفيزياء النظرية.

كما شارك في الحفل العديد من الشخصيات العالمية الحائزة على جائزة نوبل وصناع القرار اضافة الى رؤساء عدد من المنظمات الدولية الذين اجمعوا في كلماتهم على اهمية العلم في تحقيق التنمية بابعادها كافة.

وقدم الامير الحسن في بداية حديثه امام 300 شخصية تهانيه لهذا الجمع المميز بمناسبة الذكرى الخمسين لتاسيس هذا المركز، مؤكدا ان مشاركته تاتي في اطار تبادل الافكار مع المشاركين فيما يخص الانجازات البارزة الاستثنائية للراحل البروفيسور محمد عبدالسلام وأهمية العلم من أجلال تنمية وتمكين العقول الشابة.

وعمل محمد عبدالسلام وشريكه الفيزيائي الإيطالي باولوبودينيك، على تأسيس هذا الحلم الذي يخدم البشرية عام 1964 من خلال العلم.

ولفت الأمير الحسن بن طلال الى ما قام به البروفيسور عبد السلام حيث لم يكن فقط المعلم العظيم المخلص لبعض الفيزيائيين الأوائل في العالم، ولكنه كان أيضاً ملهماً للمنظمات الدولية مثل الكومستيك والمبادرات الأردنية قائلا "كان لي شرف اكتساب المعرفة منها مباشرةً. لا يزال إرثه حيّاً، ليس فقط في عقول وقلوب هؤلاء الفيزيائيين، ولكن أيضاً من خلال دوره البارز في تأسيس مؤسستين قويتين فاعلتين للعلم والتكنولوجيا في بلادنا: مدرسة البتراء الدولية للفيزياء والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا".

واكد الامير الحسن دور الفيزياء في عملية التنمية مشيرا الى الرسالة التي وجهها عبدالسلام إلى مدرسة البتراء الأولى في خطابه الأخير في تشرين الأول 1982، يقول فيها: "إلى أولئك الذين يحضرون إلى المدرسة من الجامعات المحلية، أودّ أن أذكرهم أن اللغة العربية كانت لغة العلوم من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر، إن كلاً من بغداد ودمشق والقدس والقاهرة كانت مراكز كبيرة لتعلم العربية، وأنه حتى الأماكن الأصغر منها مثل الكرك وعجلون كان فيها كوكبة من العلماء، رجال مثل ابن الكوفي، الذي جمع بين التقاليد العظمى للمعرفة الطبية مع البحث في الرياضيات".

وقال الأمير الحسن بن طلال ان موضوع التنمية هي مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لنا جميعا، صلتها التدابير العملية التي يمكن اتخاذها من قبل الأفراد والمنظمات داخل المجتمع العلمي للحفاظ على القيم جنبا إلى جنب مع التغييرات المبتكرة، وإنشاء ثقافة التعليم العلمي والإبداع. يجب على العلماء السعي وراء المعرفة والتكنولوجيا الجديدة، والتفكير حول كيفية قيامنا في مواصلة المسعى العلمي بحكمة.

واشار الى انه وعلى مدى عقود، تم الحديث عن الحاجة للعلوم الدبلوماسية وتعليم العلوم والتعاون العلمي والتكنولوجي "كمضاعف للسلام". وتساءل الأمير الحسن بن طلال : كيف يستطيع العلم إحلال السلام؟ فكيف للعلم أن يخدم البشر؟ ويمكن تحقيق هذا من خلال التعليم كأداة قوية في التصدي للتحديات التي تواجهنا اليوم مثل المياه والطاقة والفقر والصحة.

وتحدث الأمير الحسن بن طلال عن اكاديمية العلوم للعالم النامي التي تؤمن باهمية العلوم الدبلوماسية وأهمية الشراكات الفعالة بين العلماء وصناع القرار والدبلوماسيين.

واشار الى استضافة الأردن للمنتدى العالمي للعلوم 2017 حيث سيكون هذا الحدث العالمي فرصة لتعزيز التفاعل الحقيقي بين مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي ونظام تريستا.

واكد الأمير الحسن بن طلال في ختام كلمته ضرورة تحديد الأهداف الاستراتيجية والعلمية والواقعية لدينا والتعرف على القيود التي نواجهها. ما هي المزايا لدينا؟ وأين تكمن فرص المستقبل مشيرا الى ان لتعليم الحقيقي يذهب الى ما هو أبعد من مجرد المعرفة ويفتح العقل على المجال "كوجيتو"، لحكمة التراث الإنساني المشترك لدينا. وهذا هو الطريق لمستقبلنا.

المتحدثون اكدوا في كلماتهم على تميز هذه المؤسسة على مدى 50 عاما حيث أصبحت من ابرز المؤسسات الدولية العلمية العاملة في هذا المجال والتي لها بصمات واضحة ساهمت في تحقيق تطلعات العالم واحتياجات سكانه فالعلوم تعتبر واحدة من أكثر الوسائل فعالية لبقاء الانسان ورفاهه. كما انها أول منظمة للأبحاث العلمية العالمية اثبتت أنها نموذجا ناجحا للاستجابة لاحتياجات العلماء في دول العالم النامي وبناء القدرات العلمية.

يذكر ان المركز يهدف الى دعم تطوّر الدراسات والأبحاث المتقدمة في الفيزياء والرياضيات خاصة في محيط الباحثين من الدول النامية. اضافة الى إنشاء منتدى دولي لتبادل المعلومات والأفكار بين علماء الشمال والجنوب. والحفاظ على امكانيات البحث الجيدة للزائرين والزملاء والمشاركين من الدول النامية بصورة خاصّة الذين يشاركون في الأبحاث ونشاطات التدريب الخاصّة بالمركز.