الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز

أقامت هيئة تطوير المدينة المنورة أمس محاضرة علمية بعنوان " الطرف ( الصويدرة ) .. تاريخ وحضارة " ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمهرجان " ناركم حية " الذي تنظمه الهيئة في نسخته الجديدة في مركز الصويدرة بمنطقة المدينة المنورة وذلك بالخيمة الثقافية بمقر المهرجان .

وتحدث المؤرخ والتربوي الدكتور تنيضب بن عواد الفايدي في المحاضرة التي قدمها الباحث العلمي بهيئة تطوير المدينة المنورة عبدالله بن محمد كابر ، عن تاريخ الصويدرة أو ما كان يُسمى قديماً بـ " الطرف " الواقعة ضمن أحد الطرق التجارية الشهيرة في الجزيرة العربية التي كانت تتميز بعذوبة الماء والموقع ، مبينا أن موقع هذه المنطقة ذكره الكثير من المؤرخين ضمن الطرق التجارية قبل طرق الحج حيث وردت في الكثير من المواضع التاريخية وتحدث عنها المؤرخون بأن هناك بعض الأنهار التي كانت تجري فيها في وقت من الأوقات ، مشيرا إلى أن الاسم المعروف بـ " الصويدرة " يُنسب لأحد الآبار فيها في عهد الإمام السمهودي إبان إحتراق بعض أجزاء المسجد النبوي في العام 879 من الهجرة وهو يعد من الأسماء القديمة .

وذكر الدكتور الفايدي أن هناك فصولاً تاريخية تروي قصة نشأة هذه المنطقة التي تختزل الكثير من الشواهد التاريخية والمآثر الحضارية التي تحمل مدلولات ذات عمق تاريخي يرتبط بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، موضحاً أن تاريخ الصويدرة يرتبط كذلك مع منطقة أبرق العزاف أو ما يطلق عليها حالياً بالأبرقية وهناك مواقع كثيرة ذكرت فيها هذه المنطقة في كتب الأدب والمؤرخين ، كما ذكرت هذه المنطقة في كتب شعراء الجاهلية الذين نظموا قصائدهم على الجبال والأودية التي تحتضنها هذه المنطقة التاريخية ، مستعرضا الكثير من البصمات التاريخية التي تدل على عِظم تاريخ هذه المنطقة خصوصاً وأنها تحتضن على جانبي الوادي فيها الكثير من النقوش الصخرية التي تشير إلى الحضارات المتعاقبة القديمة فيها خصوصاً تلك النقوش المتمثلة في صور بعض الحيوان والعبارات المنقوشة قبل آلاف السنين الأمر الذي يتطلب المزيد من الجهد من قبل المؤرخين والباحثين والهيئات المعنية للحفاظ على هذه المنطقة التي توصف بـ " المتحف التاريخي المفتوح " .

وثّمن المؤرخ التربوي خلال المحاضرة العلمية توجيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بإعتماد هذه المنطقة لتكون قرية تراثية دائمة ، مؤكدا إهتمام سموه بالعناية بالتراث الثقافي والتاريخي الذي تكتنزه المنطقة والمساعي المبذولة لتضمين تلك المواقع ضمن قائمة المواقع التراثية بالمملكة وتحقيق هذه الرؤية بمشاركة أهالي المنطقة .