المسلسل التلفزيوني "استاذ ورئيس قسم"

أثار المسلسل التلفزيوني "استاذ ورئيس قسم" الذي عرض في شهر رمضان الفضيل جدلا ثقافيا وانتقادات لمؤلف المسلسل يوسف معاطي الذي عرض شخصية أستاذ جامعي يساري التوجه في صورة شخص انتهازي، فيما يأتي هذا الجدل وسط تساؤلات ترددت في صحف ووسائل إعلام حول ثقافة اليسار ومآلات هذا الفكر على مستوى العالم ، وطالت الانتقادات أداء النجم الكبير عادل امام أو "الدكتور فوزي جمعة في مسلسل " أستاذ ورئيس قسم".

وأعاد الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة للأذهان أن في اليسار المصري شخصيات ورموز كثيرة جديرة بكل التقدير والاحترام ، مضيفا أنه لا يجد مبررا "للضجة الإعلامية التي اثارها بعض الحواريين في مواكب اليسار ضد الفنان الكبير عادل امام في مسلسله الأخير استاذ ورئيس قسم".

وقال جويدة في جريدة الأهرام :"إن معظم أعمال عادل امام محسوبة على فكر وثوابت اليسار فهو الفنان الذي تبنى دائما قضايا الفئات المهمشة" ، فيما تابع ليلاحظ أن "هذا النموذج الانتهازي الثوري اليساري الرأسمالي المتقلب موجود بيننا ونحن نعرف الكثير من هذه الوجوه التي لعبت على كل الحبال".

واعتبر أن "أخطاء اليسار المصري في حياتنا السياسية والثقافية قضايا تحتاج إلى حوار موضوعي مع النفس اولا ومع المجتمع ثانيا ومع الحقيقة قبل اي شيء" ، فيما رأى أنه في " أحيان كثيرة اليسار وما يزال لا يرى في الساحة المصرية والعربية أحدا غير رموزه وأقلامه ومفكريه وشطب من أجندة الحياة المصرية كل من خالفه الرأي ، وكان مسلسل عادل إمام آخر الضحايا رغم انه ذكر شيئا من الحقيقة ولم يذكر الحقيقة كلها".

وبات اليسار الذي يحكم اليونان حاليا "تحت المجهر في ضوء الأزمة الناجمة عن الديون اليونانية والعلاقات المضطربة بين اثينا والاتحاد الأوروبي والمعاناة الاقتصادية لشرائح متعددة وفئات واسعة في المجتمع اليوناني" .

وبصرف النظر عن مآلات هذه الأزمة واتجاهاتها يذهب الدكتور ابراهيم عوض استاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية في القاهرة الى أن "رياح الاحتجاج الجدي هبت من اليونان على التنظيم الاقتصادي لأوروبا" آملا ان تسهم هذه الرياح الاحتجاجية اليسارية الطابع الى حد كبير في اليونان وغيرها في "إعادة هيكلة النظام الدولي بما يوجد فرصا لتحقيق العدالة والسلم والتقدم في العالم".

كما رأى المفكر اليساري المصري الدكتور سمير أمين أن "الشعب اليوناني يضرب المثل لأوروبا في رفض ديكتاتورية رأس المال الدولية والأوروبية بشجاعة واضحة" مضيفا ان اليونانيين قد فهموا أن "النظام الرأسمالي الليبرالي هو أساس مأساتهم" ودعا القوى اليسارية لاستعادة المبادرة.

غير أن خبيرة اقتصادية مصرية هي الدكتورة سلوى العنتري رئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب الاشتراكي المصري رأت أن نتائج مفاوضات اليونان مع حكومات الدول الدائنة الأوروبية جاءت "مخيبة لآمال العديد من شعوب العالم التي كانت تتطلع الى نموذج تتمكن فيه إحدى الدول التي وقعت في فخ المديونية الخارجية من إيجاد منفذ يمكنها من استعادة القدرة على النمو والعيش بكرامة وسداد ما عليها من ديون".