المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الاربعاء، وفدا حقوقيا واعلاميا برازيليا قدم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللاطلاع عن كثب على اوضاع مدينة القدس وما تتعرض له مقدساتها واوقافها وابناء شعبها ورحب المطران حنا بالوفد، مشيدا بالرسالة الانسانية والاخلاقية والحضارية التي يحملها هذا الوفد وهي رسالة سلام ومحبة واخوة وصداقة وتضامن مع شعبنا الفلسطيني.

وقال: "اننا اوفياء لكافة اصدقاءنا المنتشرين في سائر القارات ، ونحن نتمنى ونعمل من اجل ان تتسع رقعة اصدقاءنا في كل مكان في هذا العالم ، نحن نريد اصدقاء ولا نريد اعداء ، ونريد ان تتفهم شعوب الارض معاناتنا وهواجسنا وتطلعنا نحو الحرية والكرامة وتحقيق امنيات شعبنا الفلسطيني الذي يناضل من اجل ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم".

وأضاف: أن القدس تمر بظروف عصيبة في ظل سياسات تستهدف كافة ابناء شعبنا الفلسطيني ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، فكل شيء فلسطيني مسيحي او اسلامي مستهدف في مدينتنا المقدسة ولكن في المقابل هنالك شعب فلسطيني بطل يدافع عن مدينته ويكافح من اجل البقاء والثبات والصمود فيها ، ان شعبنا لن يتخلى عن حقه في الدفاع عن القدس ومقدساتها واوقافها ومؤسساتها وابناء شعبها. ما يحدث في المدينة المقدسة انما هو امر خطير للغاية ، فالسياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة تتم بخطوات سريعة ومتواترة ومتواصلة ، والاحتلال يسعى ليلا ونهارا لتغيير ملامح مدينتنا وتزوير تاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني العربي فيها ، القدس تضيع من بين ايدينا والعالم يتفرج علينا ، هنالك حالة فلسطينية داخلية كنا نتمنى ان تكون في وضع افضل ، ومحيطنا العربي يعيش حالة اضطراب وعدم استقرار في حين ان بعض الدول الغربية تزداد انحيازا لاسرائيل وتبريرا لسياساتها وممارساتها القمعية بحق شعبنا".

وتابع المطران حنا: "المقدسيون يشعرون في كثير من الاحيان انهم كاليتام على موائد اللئام ويشعرون بأن اوقافهم ومقدساتهم مستهدفة دون ان تكون هنالك ردود وسياسات ومواقف رادعة بهدف ايقاف هذه السياسة الاقصائية الغير مقبولة والغير مبررة والتي تطال ابناء شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة في كافة مفاصل حياتهم. اما الحضور المسيحي الفلسطيني في المدينة المقدسة فهو مستهدف كما هو حال كل الشعب الفلسطيني واولئك الذين يستهدفون المقدسات والاوقاف الاسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية التي يتم الاستيلاء عليها وسرقتها بطرق غير قانونية وغير شرعية والانكى من ذلك ان البعض يريدنا ان نكون صامتين امام هذه المجزرة التي ترتكب بحق اوقافنا ومدينتنا المقدسة".

وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهميتها وروحانيتها والرسالة الانسانية والاخلاقية والوطنية التي تحملها كما تحدث عن التحديات التي تواجه الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة مؤكدا بأن من يستهدف المسيحيين الفلسطينيين في هذه الديار هو ذاته الذي يستهدف الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته كما قدم المطران حنا للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.

اما اعضاء الوفد البرازيلي فقد اعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني واهتمامهم بما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال كافة مكوناتها الفلسطينية ونقلوا للمطران رسالة تضامن بإسم الشعب البرازيلي الصديق ووجهوا التحية للشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية.