بدأت الحكومة التايلندية وجماعة متمردة مفاوضات سلام، الخميس، تهدف إلى إنهاء صراع اندلع منذ عقد في ثلاثة أقاليم جنوبية في البلاد، في حين قتل ثلاثة أشخاص وجرح خمسة آخرون في انفجار قنبلة. وهذه المفاوضات هي الأولى التي تجري في العلن بين المتمردين الجنوبيين والسلطات التايلندية. وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات في العاصمة الماليزية كوالالمبور برعاية أحمد زمزمين المساعد السابق لرئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق بين قوات الأمن التايلندية وممثلين من جماعة "باريسان ريفولوسي ناسيونال" المتمردة. ويثور جدل حول الصفة التمثيلية لقادة المتمردين الذين سيشاركون في المحادثات، إذ إن حركة التمرد تضم مجموعات مختلفة قد تتباين من حيث أهدافها، وهذا ما حمل السلطات التايلندية على تحديد أهداف أكثر تواضعا من وقف النزاع بالكامل والاكتفاء بالسعي لوضع حد للهجمات ضد المدنيين. وأشار رئيس مجلس الأمن الوطني التايلندي بارادورن باتاناتابوت إلى أن المفاوضات ستستمر في مرحلتها الأولى ليوم واحد، ولكنها في مرحلتها اللاحقة ستستغرق وقتا طويلا، مؤكدا أن الهدف الحالي هو الوصول لحالة من الثقة المتبادلة والعلاقات الجيدة مع الثوار. وأعرب باتاناتابوت عن ثقته بأن العنف سينحسر في نهاية المطاف وسط مباحثات السلام. وتزامن انطلاق المفاوضات مع مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة خمسة في جنوب تايلند اليوم، واتهم بالعملية انفصاليون. وقال القائد الإقليمي للجيش الرابع التايلندي أودومتشاي تاماسارورات إن قنبلة مزروعة على جانب إحدى الطرق في منطقة تشور أي رونج بإقليم ناراثيوات جنوبي بانكوك قد انفجرت مما أسفر عن مقتل وتشويه أعضاء بمليشيا قروية كانوا يقومون بدورية في المنطقة، وأضاف أن المتمردين أطلقوا النار على الدورية بعد الانفجار. وأشار تاماسارورات إلى الاشتباه في أن يكون هذا عمل المسلحين المحليين الذين يرغبون في التشكيك في محادثات السلام الجارية في كوالالمبور. وخلال السنوات الماضية قتل أكثر من 5300 شخص في الصراع الدائر في أقاليم الجنوب ذات الأغلبية المسلمة في تايلند والتي تخضع لقانون الطوارئ.