صحراء السعودية

بين الصحراء الحارقة والجليد العاصف، قضى الرحالة الفنلندي يوكا فيليانين 15 عاما في هوايته الممتعة وهي الجري، وشملت تجاربه القطب الشمالي والجنوبي، وصحاري ليبيا، وكالهاري، وهو يخطط نهاية العام الحالي للجري قرابة 1800 كيلومتر في صحراء الربع الخالي في المملكة، تحت عنوان "لا تتركوا أثرا" بهدف المحافظة على البيئة الصحراوية من النفايات.

وذكر فيليانين إن "كل مغامرة يخوضها تمر بثلاثة مراحل تبدأ بالحلم لتحقيق هدف، ثم التخطيط والدراسة المعمقة للتنفيذ، وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود".
وأضاف أنه بدأ أولى الخطوات لتحقيق حلمه في المملكة، والمتمثل بالركض مسافة تقارب 1800 كيلومتر في صحراء الربع الخالي، من الشرق إلى الغرب، ليكون أول شخص يحقق هذا الإنجاز.

وأوضح فيليانين أن "الفكرة نشأت لدي قبل قرابة أربعة أعوام عندما كنت أخوض مغامرة الركض 1000 كيلومتر خلال 20 يوما متتابعة في صحاري كالهاري في قارة أفريقيا بالقرب من نامبيا وبيتسوانا وجنوب أفريقيا، بهدف رفع الوعي المحلي بأهمية الحيوانات البرية، والمحافظة على الفهود، وبعد ذلك قررت الركض في صحراء الربع الخالي، حيث أخطط لتنفيذ ذلك خلال الربع الأخير من العام الجاري".

وقال المغامر الفنلندي إنه زار الرياض ثلاث مرات أحب خلالها السعوديين وعاش معهم ذكريات مميزة، وأنه سيقوم بالرحلة مع 10 من الشباب السعوديين يعرفون الصحراء بشكل جيد.
وذكر الرحالة الفنلندي أنه اعتاد القيام بالرحلات على مدار 15 عاما، وأن مغامرته في القطب الشمالي من بين أهم رحلاته، وقال "قمت بماراثون في القطب الشمالي برفقة 40 شخصا من أنحاء العالم، والجليد هناك يتكدس لأمتار محدودة، ودرجة الحرارة 35 تحت الصفر، وركضنا 40 كيلومترا، وبعد استراحة قمنا بالماراثون عبر دراجات جبلية".

وأضاف أن "رحلاتي إلى القطب الشمالي تتم عبر منطقة سبتسبيرجن في النروج، حيث نسافر عبر طائرات شحن روسية، تقطع مسافة 1000 كيلومتر ويكون الموقع مفتوحا في شهر أبريل، وتقوم الطائرات بإنزال بلدوزر بالباراشوت لتسوية الطريق، إضافة إلى بضعة رجال، وتصل سماكة الثلوج إلى أكثر من أربعة أمتار"، مشيرا إلى أن الرحلة مخيفة ومليئة بالمطبات، حيث لا توجد أي نوافذ لرؤية ما يحصل أمامك.
وأشار الرحالة إلى أنه خاض مغامرات في صحاري ليبيا، حيث ركض لمسافة 200 كيلومتر، وكان هناك طاقم طبي للاعتناء به وزملائه، ونقاط تفتيش كل 20 كيلومترا لحمايته حيث يعتبر الرجل الأول الذي ركض عبر الصحاري لتلك المسافات الكبيرة.

وروى فيليانين ذكرياته في القطب الجنوبي، وقال إن "الرحلة إلى القطب الجنوبي تتم عبر تشيلي، حيث تصل درجة الحرارة إلى 70 درجة تحت الصفر، ولا يوجد أي مخلوقات وهناك العديد من العواصف الثلجية التي تعصف بالإنسان ولا تسمح لك بالخروج من خارج المخيم لأكثر من دقيقة واحدة، حتى أنك لا تستطيع أن ترى يدك، أو حتى أنفك، وتشعر بأنك كيس من البلاستيك أمام عاصفة قوية، وهو مكان بالطبع ينطوي على خطورة كبرى".