فوز المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، بمنصب الرئيس في بلاده أزهل العالم

سيطرت حالة من الذهول على زعماء العالم، بمجرد إعلان فوز المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، بمنصب الرئيس في بلاده، على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أوائل المهنئين لترامب.

ووصف أحد كبار المسؤولين في الحكومة الألمانية، النتيجة بأنها صدمة كبيرة، متسائلًا "عما إذا كان وصول ترامب إلى البيت الأبيض، يعني انتهاء حقبة ما يسمى بـ"باكس أميركانا"، والتي تعني حالة السلام النسبي، التي تشرف عليها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد السفير الفرنسي الحالي في الولايات المتحدة جيرارد أرو، أن "العالم ينهار أمام أعيننا".

وأضاف، في تغريده على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تم حذفها في وقت لاحق، أنه "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهذه الانتخابات، كل شيء أصبح واردًا الان العالم ينهار أمام أعيننا".

وأظهر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ردًا فاترًا، مؤكدًا أن الانتخابات الأميركية تنبئ بفترة من عدم اليقين. وأضاف "أهنئه بكل تأكيد على فوزه. فهذا أمر طبيعي بين إثنين من رؤساء الدول الديمقراطية.. إلا أن الانتخابات الأميركية هذه المرة، ربما تبشر بمرحلة من عدم اليقين، وأن فرنسا ينبغي أن تكون واضحة وصريحة في محادثتها، مع إدارة البيت الأبيض الجديدة".

وتعهد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، بالعمل مع ترامب، لكنه أكد أن هناك تساؤلات عدّة حول شخصيته. واعترف بأنه ليس متأكدًا ما إذا كانت رئاسة ترامب تحمل تحديات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وملفاتها الرئيسية، والتي تأتي في صدارتها قضايا التغير المناخي، والتعامل الغربي مع إيران، إضافة إلى الموقف الحالي من الصراع المتأجج في سورية.

ولاقت نتائج الانتخابات الأميركية ترحيبًا واسعًا في العاصمة الروسية موسكو، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يشعر بالتفاؤل تجاه تحسن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة تحت رئاسة ترامب. وأرسل بوتين برقية لتهنئة ترامب، داعيًا إلى إعادة بناء العلاقات بين القوتين العظميتين في العالم خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعد التوتر الكبير الذي شابها خلال حقبة الرئيس الحالي باراك أوباما. وكانت وكالة "انترفاكس" الروسية أكدت أن البرلمان الروسي انفجر في التصفيق، بعد أن تم تأكيد فوز ترامب.

وألتقط صورة للرئيس الروسي يحتسي كأسًا من الشامبانيا أثناء اجتماعه مع السفراء الأجانب المتواجدين في موسكو. وقال في كلمة ألقاها في الكرملين، "لقد استمعنا إلى تصريحات ما قبل الانتخابات بحلول ذلك المرشح "ترامب"، والتي كانت موجهة نحو إعادة بناء العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، ونحن من جانبنا نفهم أن هذا لن يكون طريقًا سهلًا بالنظر إلى التدهور المؤسف للعلاقات، ولكن روسيا مستعدة وتريد استعادة العلاقات كاملة متكاملة، مع الولايات المتحدة".

واستطرد الرئيس الروسي، والذي كان على علاقة فاترة مع الرئيس أوباما والسيدة هيلاري كلينتون، قائلًا "نحن مستعدون للقيام بدورنا من خلال القيام بكل شيء، من أجل عودة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى مسار التنمية، وهذا سيكون في مصلحة الشعبين الروسي والأميركي ومن شأنه أن يحمل تأثيرًا إيجابيًا على المناخ العام في العلاقات الدولية، لا سيما إذا ما نظرنا إلى المسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق روسيا والولايات المتحدة، لضمان الاستقرار والأمن العالميين".

وأعرب رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، عن أمله في دفع الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا، ليكون أكثر إيجابية، عندما يتولى الرئيس المنتخب حديثًا منصبه. وأضاف أن "العلاقات الحالية بين روسيا والولايات المتحدة لا يمكن أن تسمى علاقات بين دول صديقة. نأمل أن يكون الحوار أكثر إيجابية بين البلدين، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يكون ممكنًا إلا عندما يتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه".

وأوضحت رئيس وزراء بريطانيا تريزا ماي، أنها تعتزم التحدث مع الرئيس الجديد "في أقرب فرصة ممكنة". وفي بيان لها صدر بعد فوز ترامب مباشرة، قالت "أود أن أهنئ دونالد ترامب على انتخابه، ليصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة، في أعقاب معركة شرسة أمام منافسته، وأن بريطانيا والولايات المتحدة لديهما علاقة دائمة وخاصة تقوم على أساس قيم الحرية والديمقراطية والمؤسساتية. حيث سنبقى أقوياء بالحفاظ على شراكتنا معًا، فيما يتعلق بالجانب الأمني والدفاعي والتجاري".

وأضافت "أنني أتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب ترامب، وبناءً على هذه الأسس التي تقوم عليها علاقة بلادنا، لضمان أمن ورخاء شعوبنا في السنوات المقبلة". وكان الترحاب هو السمة السائدة في ردود فعل قادة التيارات اليمينية، وكتبت السياسية الفرنسية المتطرفة ماريان لوبان على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لتهنئة ترامب والشعب الأميركي".

ووصف وزير الدفاع الألماني أورسولا فون دير ليان، حليف للمستشارة أنجيلا ميركل، والنتيجة بأنها بمثابة "صدمة كبيرة"، وتساءل عما إذا كان ذلك يعني نهاية "باكس أميركانا"، وهي حالة السلام النسبي التي تشرف عليها واشنطن من الحرب العالمية الثانية. أما وزير العدل الألماني هيكو ماس فكتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "العالم لن ينتهي، لكن الأمور ستكون أكثر جنونًا".


وألمحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي ندد ترامب بموقفها من قضية اللاجئين متهمًا إياها بالجنون، إلى حالة من عدم الارتياح، وذلك أثناء تهنئتها للمرشح الجمهوري على فوزه في الانتخابات، وأضافت "لابد أن تعمل كلا من ألمانيا وأميركا معًا على طريق القيم المشتركة، وعلى رأسها الديمقراطية والحرية واحترام سيادة القانون، وكرامة الناس بغض النظر عن أصلهم، ولون البشرة أو الدين أو الجنس أو ميولهم الجنسية أو الآراء السياسية، وعلى أساس هذه القيم يمكنني العمل بشكل وثيق مع الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب".

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أنه يتطلع إلى العمل مع الرئيس الأميركي الجديد بطريقة بناءة. وكتب إلى الرئيس المنتخب "أحمل تقديرًا كبيرًا للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وأتطلع إلى العمل معكم لتوسيع التعاون في جميع المجالات، بما في ذلك الجوانب الثنائية والإقليمية والعالمية". وأشار إلى أنه يتوقع أن تتم إدارة الخلافات بطريقة بناءة وبروح من عدم النزاع وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل، والتعاون من أجل تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وهنأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، المرشح الجمهوري بفوزه في الرئاسة الأميركية، موضحًا أن العلاقات بين البلدين تحظى بطبيعتها الخاصة والتاريخية، متمنيًا له النجاح في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أيضًا أن بلاده حريصة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، في حين حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني، ترامب من أي محاولة تهدف إلى تمزيق الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في العام الماضي بين طهران والقوى الدولية الكبرى.