الفتاة الفلسطينية المعتقلة عهد التميمي

تمضي الفتاة عهد التميمي (16 عاماً) أيامها داخل السجن الإسرائيلي في ممارسة الرياضة والقراءة، استعداداً لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام في حال إطلاق سراحها، وقالت ابنة عمها نور (20 عاماً)، التي اعتقلت معها وأطلق سراحها منتصف ليلة الخميس- الجمعة بكفالة مالية إلى حين المحاكمة، إنها كانت تلتقي عهد، التي تحتجز في غرفة للأسيرات القاصرات في سجن “هشارون”، في الفسحة اليومية المشتركة لجميع الأسيرات الفلسطينيات البالغ عددهن 32 أسيرة في هذا المعتقل.

وأضافت نور "كنا نخرج معا في الفسحة اليومية التي تسمى (الفورة)، وهناك كنا نمارس الرياضة، ونتمشى، ونتحدث، ونتلقى دروساً مختلف، عهد منشغلة في التحضير لامتحانات الثانوية العامة، وهي تتابع دروسها كما لو كانت في المدرسة، حيث يوجد عدد من الأسيرات المتعلمات اللواتي يواصلن تدريس الأسيرات الصغيرات اللواتي ما زلن على مقاعد الدراسة، مثل عضو المجلس التشريعي خالدة جرار التي تعلم اللغة الإنجليزية وتمضي اعتقالاً إدارياً لمدة عام.

واعتقلت عهد الشهر الماضي من بيتها في قرية البني صالح قرب رام الله، بعد انتشار فيديو يصورها وهي تركل وتصفع جنديين اقتحما ساحة بيتها ونصبا كميناً لراشقي الحجارة. وتظهر في الفيديو ابنة عمها نور التي كانت تصرخ في وجه الجنود طالبة منهم المغادرة. وبعد ساعات من اعتقال عهد، اعتقلت السلطات والدتها ناريمان لأنها صورت ونشرت الفيديو، واعتقلت أيضاً نور، ووجهت السلطات 12 تهمة لعهد، مثل: الاعتداء على جنود، رشق الحجارة، التحريض. ووجهت لوالدتها تهمة التحريض ولنور تهمه التحريض والاعتداء على الجنود. وأفرجت عن نور بكفالة مالية، واشترطت عليها إثبات حضورها في مركز للشرطة الإسرائيلية نهار كل جمعة.

وكشفت عائلة عهد إن المحققين استخدموا معها التعذيب النفسي. وقال والدها باسم التميمي الذي التقاها الأسبوع الماضي في المحكمة العسكرية، إنها أبلغته بأن “المحققين لم يسمحوا لها بالنوم طيلة 30 ساعة أثناء التحقيق”. وأضاف أن عهد ابلغته بأنها رفضت الإجابة على أسئلة المحققين، أو حتى إعطاءهم اسمها، “تناوب على التحقيق معي محققان من الاستخبارات، ورفضت الإجابة على أسئلتهما، وفي اللحظات الأخيرة من التحقيق أخذ أحد المحققين يصرخ في وجهي بقوة، فضحكت بقوة لأني أدركت أنني انتصرت عليه، وأنه أفلس ولم يعد لديه أي وسيلة ليجبرني على الكلام”، قالت عهد لوالدها الذي يقول إنه فخور بها لأنها قوية: “ربيت أولادي على أن يكونوا أقوياء في مواجهة قوات الاحتلال، نحن نفعل كما يفعل سكان الهند عندما يعطون أبناءهم، بعد الولادة، جرعات من سم الأفاعي، كي يحسنوا مناعتهم عندما تلدغهم الأفاعي المنتشرة في تلك البلاد” قال باسم. وأضاف: “كل فلسطيني يتعرض يومياً لمواجهة لدغات قوات الاحتلال، إنهم يسممون حياتنا كالأفاعي”.