أسري في سجون الاحتلال الإسرائيلي

يواصل نحو 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء ولليوم الثالث على التوالي, إضرابهم المطلبي المفتوح عن الطعام والذي أُعلن عنه في 17 نيسان/أبريل الجاري وكانت إدارة سجون الاحتلال، شرعت منذ ساعات مساء اليوم الأول للإضراب بسلسلة من الإجراءات القمعية بحق الأسرى، تواصلت مع استمرار إضرابهم حيث منعت الثلاثاء محاميّ المؤسسات الحقوقية، بما فيها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام. ففي معتقل "الجلمة"، منعت إدارة سجون الاحتلال، المحامي جواد بولس من زيارة، الأسير مروان البرغوثي، والأسير ناصر عويس، اللذان نُقلا الثلاثاء من سجن "هداريم"، وأعلنت أن ذلك يأتي استنادًا لموقفها الخاص بمنع الزيارة عن الأسرى المضربين.

وفي سجن "جلبوع"، كذلك منعت المحامين من الزيارة، وتذرعت إدارة السجن أن الأسرى المضربين لا يستطيعون المشي، رغم أن الإضراب لم يمر عليه إلا يوم واحد. وفي سجن "عوفر"، منعت إدارة السجون محامية نادي الأسير من زيارة الأسرى المضربين، وأنكرت وجود بعضهم ، كذلك في سجن "عوفر" نقلت إدارة السجن الأسرى المضربين إلى قسم (11) بعد أن حولته إلى قسم للعزل، وجردت الأسرى من ملابسهم ومقتنياتهم، وفتشتهم تفتيشًا عاريًا، وأبقت فقط على ملابس "الشاباك" أي الملابس الخاصة بإدارة السجون، وزودتهم ببطانيات قذرة.

أما سجن "عسقلان"، انضم عدد من الأسرى المرضى للإضراب، وقد شرعت إدارة السجن، بسلسلة عقوبات بحقهم، أبرزها: مصادرة الأجهزة الكهربائية والملابس والأغطية، وإطلاق التهديدات بفرض عقوبات إضافية. كما استمرت إدارة السجون بإجراء حملات بين صفوف الأسرى المضربين عن الطعام، وكانت آخر المعلومات بشأن ذلك، نقل (80) أسيراً من سجن "هداريم"، منهم (20) على "نفحة" و(20) على "عسقلان".

وكان محامو المؤسسات العاملة في مجال الأسرى قرروا مقاطعة محاكم الاحتلال الأربعاء، فيما أعلن كل من هيئة الأسرى ونادي الأسير ببدء إجراءات لمواجهة منع زيارة المحامين للأسرى المضربين. وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة أن حالات مرضية عديدة انضمت للإضراب المفتوح عن الطعام، حيث التحق بالإضراب في سجن عسقلان الأسرى المرضى سعيد مسلم وعثمان أبو خرج وإبراهيم أبو مصطفى وياسر أبو ترك ونزيه عثمان وهي من الحالات المرضية الصعبة.

وأشار المحامي إلى أن معاناة الأسرى المرضى والإهمال الطبي المتعمد دفعتهم إلى المشاركة في الإضراب، مما سيشكل خطرًا كبيرًا على صحتهم وحياتهم في ظل إجراءات تعسفية وإذلال بدأت تقوم بها مصلحة السجون ضد المضربين. وأوضح عجوة الذي زار الأسرى في سجن عسقلان أن إدارة السجن سحبت جميع الأغراض من غرف الأسرى المضربين بما في ذلك الأدوات الكهربائية، ولم يبق للأسير سوى 3 بطانيات وغيار واحد ومنشفة وبشكير وفرشاة أسنان، وتتعمد إدارة السجون تفتيش الأسرى عراة، ونقلهم وعزلهم لإرهاقهم وإذلالهم.

وقال عجوة إن الأسرى المرضى هددوا بالامتناع عن تناول الدواء إذا لجأت سلطات الاحتلال إلى استخدام أسلوب التغذية القسرية لإرغام الأسرى على كسر الإضراب، مؤكدين تصميمهم على مواصلته حتى تحقيق جميع مطالبهم الإنسانية وأعلنت محامية هيئة الأسرى هبة مصالحة التي زارت الأسيرات في سجن الشارون (والذي يحتجز 58 أسيرة)، أنهن اتخذن قرار مساندة ودعم الأسرى المضربين ومطالبهم العادلة بإعادة وجبات الطعام كل 10 أيام، وأن هذه الخطوة قد تتطور أكثر من ذلك إذا لم تستجب حكومة الاحتلال لمطالبهم.

ويطالب الأسرى في هذا الإضراب، استعادة حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال منها: حقهم بالزيارة وانتظامها، إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إنهاء سياسة العزل، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، السماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى.