محيي الدين مير يهاجم ضحيته في محطة أنفاق ليتونستون

يستهدف المتعصبين لتنظيم د"اعش" عمدًا الأشخاص الذين يعانوا من إضطراب عقلي لتشجيعهم على تنفيذ هجماتٍ متطرفة ، ويأتي تحذير قائد للشرطة، في أعقاب إدانة أحد الرجال الذين يعانون من الذهان بمحاولة قطع رأس أحد ركاب قطارالأنفاق.
 
وشن محيي الدين مير البالغ من العمر 30 عاماً هجوماً بالسكين على لايل زيمرمان، في هجوم عشوائي على محطة قطار الأنفاق ليتونستون في شرق لندن العام الماضي، حيث حاول إرتكاب عمل متطرف وقطع رأس أحد الركاب البالغ من العمر 56 عامًا على غرار النهج المتبع من قبل تنظيم "داعش"، ولكن الضحية حالفه الحظ ونجا بسبب إستعانة الجاني بسكين ثلم يستخدم في تقطيع الخبز.
 
وتبين بأن مير مذنب بالشروع في القتل بعد إسبوع من المحاكمة في أولد بايلي Old Bailey، وزعم الرجل الصومالي بأن ما قام به يأتي إنتقاماً من عمليات القصف التي يقوم بها التحالف في سورية.

وقال دين هايدون رئيس قيادة مكافحة التطرف في شرطة سكوتلاند يارد بأن الدعاية التي يقوم بها تنظيم داعش في العراق والشام تهدف إلى التأثير على العفويين ممن يعانون إضطرابًا عقليا، وكان مير الذي هدد مجموعة من الركاب حاملاً سكين في كانون الأول / ديسمبر لديه سجلاً من المشكلات العقلية، وأوضح السيد هايدون بأن جانباً من الدعاية على الإنترنت التي يقوم بها تنظيم داعش لا تستهدف فقط هؤلاء الذين لديهم إضطراباتٍ عقلية، وإنما أيضاً الأفراد الضعفاء في المجتمع وتشجيعهم على تنفيذ هجمات إرهابية سواء في بريطانيـا أو أي مكانٍ آخر.
 
وأبدت عائلة مير العام الماضي قلقها للشرطة قبل ثلاثة أسابيع من الهجوم، وسط مخاوف متزايدة بشأن سلوكه. وطلبوا من شرطة متروبوليتان التدخل، مع خضوعه لقانون الصحة العقلية، حيث أشار شقيقه محمد بأنه كان يقول أشياءاً غريبة ويدعي رؤيته للشياطين. إلا أن شرطة العاصمة البريطانية لم يكن بمقدورها التدخل، وزعمت في بيانٍ لها بأنه لم يكن هناك إشارة للتطرف.
 
وأضاف محمد بأن شقيقه الذي كان يعمل سائقاً لدى شركة أوبر  عانى من مشاكل صحية عقلية بعد تدخين الحشيش، وقضى ثلاثة أشهرٍ في المستشفى عام 2007 للعلاج من جنون العظمة، إلا أن صحته العقلية تدهورت مرةً أخرى في آب / أغسطس من العام الماضي بعد توقفه عن العمل. وفي ظل محاولات عائلته لمساعدته، فقد طلبوا السلطات المحلية ولكنهم لم يستطيعوا تقديم المساعدة له.
 
ولا توجد علاقة ما بين مير و الجهاديين في سورية، أو الدعاة المتطرفين في بريطانيـا، فضلاً عن عدم إتهامه بإرتكاب أي جرائم متطرفة،  إلا أن السيد هايدون دافع عن قرار سكوتلاند يارد في إعلان الهجوم على أنه حادث متطرف في ليلة حدوثه، وذلك بالنظر إلى دوافعه والكلمات التي إستخدمها وقت الهجوم، والتعابير مثل الله أكبر، مع حديثه بشأن سورية والعمليات التي تقوم بها قوات التحالف في سورية.
 
وبدأ مير في تحميل المواد التي تحمل أفكاراً متطرفة قبل شهرين أو ثلاثة من الهجوم، بالتزامن مع أزمته الصحية العقلية. وأشار السيد هايدون إلى أن المنظمات الإرهابية تقوم بإصطياد فريستها من الضعفاء، وتحثهم على تنفيذ هجماتٍ متطرفة .
 
وتعرض السيد زيمرمان إلى الإعتداء بينما كان مسافرًا على نفس القطار الذي يقل مير من ستراتفورد عائدًا إلى ليتونستون. وذكر المجني عليه داخل المحكمة بأن شخص مجنون قد إعتدي عليه من الخلف، ووجه إليه الركلات عدة مرات حتي فقد وعيه، 
وأصدرت هيئة المحلفين حكمها بعد يومٍ من المداولات، وتم إيداع المتهم الذي كان يحيط به عدداً من ضباط قفص الإتهام داخل الحجز في مستشفى برودمور للأمراض النفسية. على أنه من المقرر بأن يصدر القاضي حكمه في 27 من تموز / يوليو.