مستوطنات اسرائيلية

كشفت مصادر متعددة، أنه في الوقت الذي تتصاعد التحذيرات من دول في أوروبا والشرق الأوسط، حتى من داخل مجموعات في إسرائيل والولايات المتحدة، ضد مشروع ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، فإن هناك حملة استيطانية على الأرض؛ يقوم بها قادة المستوطنات لاستباق الحدث وتنفيذ عمليات ميدانية بهدف توسيع المناطق التي يخططون للسيطرة عليها، بغرض وضع الجميع أمام الأمر الواقع.

وقالت المصادر، "إن المستوطنين يحصلون على معلومات داخلية من اللجنة الأميركية - الإسرائيلية لترسيم حدود المستوطنات، التي تنشط في المنطقة منذ خمسة شهور، ويسعون للتأثير وتعديل الخرائط كي يضمنوا ضم مناطق جديدة تابعة حالياً للقرى والبلدات الفلسطينية ويريدون ضمها. وفي كثير من الأحيان يصطدم هؤلاء بفلسطينيين يتصدون لمصادرة أراضيهم، وتقع صدامات تحسمها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة لصالح المستوطنين.

على سبيل المثال، تقدم المستوطنون إلى السلطات الإسرائيلية بشكوى ضد السلطة الفلسطينية لأنها تعمل على إعادة تأهيل شارع المقبرة في قرية الرشايدة شرق بيت لحم. فحضرت قوة عسكرية إسرائيلية وأوقفت العمل في الشارع، بذريعة أنها «منطقة خاضعة للسيادة الإسرائيلية» بعد أن هدد الجنود، العمال الفلسطينيين، بالاعتقال في حال العودة للعمل فيه، وأجبروهم على إزالة المعدات.

كما يقوم المستوطنون بعمليات سيطرة على أراضٍ فلسطينية في غور الأردن ومنطقة أريحا شمال البحر الميت وفي المرتفعات الجبلية عند مدينة طوباس في الشمال، للهدف نفسه، وهو التمهيد لفرض واقع الضم وتوسيع نطاق رقعته ليشمل أراضي جديدة. ويلاحظ أيضاً أن قوات الاحتلال تصعد من ممارسات هدم البيوت الفلسطينية في المناطق «ج» التي تعتبر مخزوناً للضم، إذ توزع عشرات أوامر الهدم وتنفذ بنفسها عمليات الهدم. وكشفت مصادر سياسية في رام الله، أمس الجمعة، أن ممثلي بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله أعربوا عن قلقهم من مواصلة السلطات الإسرائيلية تنفيذ عمليات الهدم في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلين، التي ازدادت بشكل واضح منذ بداية هذا العام.

وأوضحت بعثات الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عنها، أن عمليات الهدم، بما فيها هدم منشآت ممولة من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، أدت إلى تشريد العديد من الفلسطينيين، والتأثير سلباً على المجتمعات الفلسطينية. وقال البيان: «إنه في الوقت الذي رحبت البعثات بالتعاون الفلسطيني الإسرائيلي لمكافحة جائحة (كوفيد - 19)، تابعت بقلق استمرار عمليات الهدم منذ تفشي الوباء في أوائل مارس الماضي، وخلال شهر رمضان، التي تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي».

وفي تل أبيب، حذرت مؤسسة «تايمز أوف يسرائيل» من أن تؤدي النشاطات الاستيطانية الميدانية وممارسات الاحتلال المختلفة، وفي أساسها قرار الضم التوسعي، إلى القضاء التام على حل الدولتين. وقالت إن كثيرين باتوا يؤيدون التوجه لحل الدولة الواحدة، بشرط ضمان المساواة بين جميع المواطنين.

قد يهمك أيضا :  

الاتحاد الأوروبي يقول اننا سنفعل كل ما بوسعنا كي لا يحدث مخطط الضم الإسرائيلي

السلطة الفلسطينية تُبقي الباب مفتوحًا لمبادرات وقف "الضمّ" رغم قرار عباس