مئات العمال الفلسطينيين

ذكرت القناة العبرية العاشرة أنه، ولأول مرة منذ سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، تدرس وزارة الحرب الإسرائيلية إعادة مئات العمال الفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل، بسبب الهدوء النسبي الذي يسود المنطقة، منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في إطار ما تسميه إسرائيل عملية "الجرف الصامد".

ووفق القناة العاشرة، فإن رؤساء "الكيبوتس"، والسلطات المحلية الإسرائيلية، معنيون بعمال فلسطينيين من قطاع غزة، للعمل في مغلف غزة، للتخفيف عن المزارعين الإسرائيليين، لتدفئة العلاقات بين إسرائيل والعمال. وأضافت القناة أن مناقشة عودة عمال غزة للعمل مجددًا في إسرائيل بدأت في أعقاب مطالبة السلطات المحلية، في غلاف غزة، وزارة الحرب بإدخال عمال من غزة، وخلال الأسبوع الماضي، تم استدعاء رؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة، لبحث الأمر,

ومن جهته، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي، توفيق أبو شومر، أن إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن دراسة الجهات الأمنية المُختصة في إسرائيل السماح للعمال من قطاع غزة بالدخول للعمل في المستوطنات المحاذية للقطاع، بمثابة تسويق للعالم بأنها دولة ديمقراطية. وأوضح، في تصريح صحافي، أن تلك الأخبار، التي تنشر بين الحين والآخر، تأتي ضمن الإطار المُعتمد في إسرائيل، وهو إلقاء قنابل هوائية فارغة، لمعرفة أثرها النفسي، وهذا يأتي كذلك ضمن الاستراتيجية النفسية العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى قياس ردود الفعل في المجتمع الفلسطيني.

وشدد "أبو شومر" على أن هذا الأمر لا علاقة له بالتطبيق الواقعي، مضيفًا: "هم يقولون تخلصنا من كل عمال غزة إلى الأبد، واستبدلنا التخلص بالسماح للتجار بالتجارة، وهذه سياسة مُعتمدة في إسرائيل"، وبالنسبة للعمال، أعتقد أنه لم يحِن الوقت لهذا الموضوع، ولم يتم بحثه، وهو داخل ضمن إطار (الفلاش)، لمعرفة رد الفعل في غزة، وهذه سياسة وزير جيش الاحتلال، افيغدور ليبرمان".

وأضاف بالقول: "هذه فلاشات سريعة، دون أن يكون لها أصل في الواقع، لأن قرار مثل هذا يحتاج إلى مُصادقة رئاسة الوزراء، وهذا يتنافى مع المخطط الإسرائيلي السياسي، الذي يقضي بإبعاد غزة للأبد، في دولة مُستقلة، تُحل بها القضية الفلسطينية ككُل، بدون الضفة الغربية، هذا هو الشعار الرئيس لإسرائيل، وكذلك إلقاء غزة في حضن مصر، وهذا أيضًا شعار أساس، فغزة في اتجاه الجنوب، وليست في اتجاه الشمال، وهذا ما تُريده إسرائيل، وبالتالي لا يُمكن تحقيق مسألة دخول العمال الفلسطينيين إلى المستوطنات، على المستوى القريب أو البعيد".

ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن تلك الأخبار، وتجدد تداولها، له هدف تسويقي أمام العالم الخارجي، بادعاء أن إسرائيل دولة حضارية، وأنها رغم ثلاثة حروب شنتها على غزة، ستسمح للعمال بالدخول للمستوطنات، ما سيُثير ضجة إعلامية في العالم، لتعزيز شعار أنها "دولة ديمقراطية".