عناصر من سرايا القدس

بثَّ الإعلام الحربي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الاثنين، رسالة موجهة إلى الإحتلال الإسرائيلي دون الكشف عن التفاصيل العميقة لها، وحمل الفيديو عنوان "لا تختبروا المقاومة"، فيما يجهّز أحد مقاتلي سرايا القدس لقنص مسؤول شعبة العمليات في جيش الاحتلال، وآخرين يعملون في تربيض صواريخ متطوّرة لأي مواجهة مقبلة، فيما عرض المقطع المصوّر بعضًا من استعدادات المقاتلين في الأنفاق.

وأوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، صباح الإثنين، خلال كلمة له في الذكرى الـ69 للنكبة الفلسطينية عام 1948، أنه لا يمكن تحقيق الوحدة الفلسطينية أو المصالحة دون سحب منظمة التحرير اعترافها بإسرائيل، مشيرًا إلى أنّ حركته تدعو إلى صياغة ميثاق وطني فلسطيني جامع، وموضحًا أنّه "نحن بحاجة إلى ميثاق وطني يحدد الثوابت والمرجعيات التاريخية لكامل حقنا في أرض فلسطين، نريد الميثاق لمواجهة الرواية الإسرائيلية بكل ما فيها من تزوير للحقيقة".

وأشار شلح، إلى أنّ "أهم أولويات الشعب الفلسطيني اليوم توفير متطلبات الصمود على الأرض وإنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة، هو برميل بارود على وشك الانفجار، وإذا انفجر لن يبقي ولن يذر، نؤكد على ضرورة تدعيم الانتفاضة وتصعيدها دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى وانتصاراً للأسرى الأبطال وتضماناً مع مطالبهم المشروعة، ودفاعنا عن الأسرى هو دفاع عن إنسانيتنا وتعبير طبيعي عن مقاومة العبودية ومحاولة سلبنا الحياة بعد سلب الوطن".

وأفاد شلّح أن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي، وتترك الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي فريسة الموت نتيجة للعناد الإسرائيلي والعنصرية المتوحشة، مشدداً على أن للمقاومة كلمتها وأن خياراتها مفتوحة، وأن اليوم هو ذكرى أكبر جريمة سطو مسلح وعملية تطهير عرقي في تاريخ الإنسانية، وأن الرد الطبيعي والواجب على النكبة المستمرة هو وحدة الشعب الفلسطيني كله في مواجهة المشروع الإسرائيلي.

وأشادت حركة "حماس" بحديث شلح، معتبرة أنه "توصيف حقيقي للوضع الفلسطيني"، وكشف الناطق باسم الحركة حازم قاسم إلى أنّ "حديث شلح بأن المصالحة لا يمكن أن تتحقق إلا بإلغاء اتفاق أوسلو هو توصيف حقيقي ويرجع الأمور لجذورها، فالانقسام الفلسطيني الحقيقي لم يكن في 2007 إنما حينما قررت قيادة منظمة التحرير الذهاب إلى أوسلو"، ومؤكّدًا أن إنهاء العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي هو المدخل السليم للمصالحة الفلسطينية، مشدداً على أن "حماس" حريصة على صياغة برنامج وطني فلسطيني نضالي للكل الفلسطيني، يكون أساساً للنضال الفلسطيني والحفاظ على ثوابته.

وأضاف قاسم أنّ "حديث الدكتور شلح عن إجراءات الرئيس عباس تجاه غزة يؤكد أنها إجراءات مرفوضة من الكل الفلسطيني، ولا يمكن أن تكون مقبولة على أي من مكونات الشعب الفلسطيني، وبالتالي على السلطة التراجع عن هذه الإجراءات"، مجددًا ترحيب حركته بمبادرة النقاط العشر، التي كان قد طرحها شلح، واعتبرها مبادرة شاملة لتصويب الوضع الفلسطيني، داعيًا الأطراف الفلسطينية كافة إلى دعم هذه المبادرة ومساندتها.