مطار غزة الدولي

شارك عشرات من موظفي سلطة الطيران المدني الفلسطينية في وقفة احتجاجية على أنقاض مطار غزة الدولي الذي دمرته إسرائيل، عشية وصول رئيس حكومة التوافق الوطني رامي الحمدالله إلى قطاع غزة اليوم، اعتراضاً على "قرار مفاجئ" يقضي بإحالتهم على التقاعد المبكر، وناشد المحتجون الرئيس محمود عباس التراجع عن هذا الإجراء "المجحف والظالم وغير المرتبط بأي مبرر أو مسوغ سياسي أو قانوني"، كما وصفوه.

ودعا المدير العام لسلطة الطيران صبري أبو سبت في مؤتمر صحافي، عباس والحمدالله إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلغاء القرار "الذي تفاجأنا به عند تسلم راتب الشهر الجاري"، وذكّر أبو سبت بأن "الرئيس الراحل ياسر عرفات، عندما اتخذ قرار إنشاء سلطة الطيران المدني ومطار غزة الدولي، أصر على تنفيذه على رغم المعيقات كافة". وتساءل بمرارة: "كيف لنا أن نمحي تاريخاً وطنياً ونتخلص بهذا الشكل المهين من كادر وطني مدرب تدريباً عالياً، وأثبت كفايته في إنشاء المطار وتشغيله، بدل أن نحافظ عليه؟".

وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود أمس، إن الحمدالله ورئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج سيتوجهان إلى مدينة غزة اليوم لافتتاح محطة تنقية المياه، وسيلتقي فرج قيادة حركة "حماس" لإنقاذ المصالحة من "الموت السريري"، وكان الرئيس عرفات قرر إنشاء المطار، وفقاً لاتفاق أوسلو، غداة قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة رفح قرب الحدود مع مصر وأراضي وصحراء النقب في أراضي 48. ومنذ افتتاحه عام 1998، شهد المطار وصول عدد من الملوك ورؤساء الدول والحكومات والوزراء إلى غزة، وعمدت سلطة الطيران إلى توقيع اتفاقات وفتح خطوط مع عدد من الدول العربية والأجنبية، من بينها مصر والأردن والمغرب والسعودية وقبرص وغيرها.

وعلى الرغم من أن سلطات الاحتلال كانت المسؤولة عن أمن المطار وتتحكم في حركة المسافرين، إلا أنه ساهم كثيراً في تحسين حرية حركة الفلسطينيين الذين كانوا يعتبرونه مفخرة ورمزاً للسيادة. وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات دمرته تماماً ليتعذّر استخدامه، وترفض إسرائيل إعادة إعماره.