مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال

استشهد 3 شبان في مدينة القدس المحتلة، الجمعة، خلال المواجهات التي اندلعت في المدينة بعد صلاة الجمعة، وأصيب أكثر من 350 فلسطينيًا خلال المواجهات، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد وأخرجت الموظفين منه بالقوة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب محمد محمود شرف "17 عامًا"، استشهد في حي رأس العامود جراء إصابته بالرصاص الحي، واستشهد الشاب محمد حسن أبو غنام متأثرا بجروحه التي أصيب بهار جراء رصاص مستوطن في بلدة الطور شرقي القدس المحتلة، وارتقي الشهيد الثالث وهو محمد مصطفى لافي برصاص الاحتلال.

ورغم سقوط 3 شهداء وإصابة اكثر من 400 مواطن في أرجاء القدس ومحافظات الضفة، ورغم الحشودات العسكرية والتواجد الشرطي الإسرائيلي المكثف في المدينة المقدسة ومحيطها في أحيائها وشوارعها منذ امس، ورغم القمع والاعتداء والضرب منذ الصباح، إلا أن آلاف المقدسيين ما زالوا مصرين على رفض البوابات الإلكترونية وأدوا صلاة المغرب في شوارع المدينة.

واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المستشفى الذي يغص بالمصابين جراء المواجهات التي اندلعت في أنحاء المدينة، وأغلقت قوات الاحتلال قسم الاستقبال بالمستشفى، وصادرت المفاتيح بعد أن أخرجت الموظفين بالقوة وتحت تهديد السلاح، وكذلك منعت الفلسطينيين من التبرع بالدم في المستشفى رغم النقص الحاد والحاجة لوجبات دم بسبب العدد الكبير من الإصابات. 

واندلعت المواجهات في قلنديا شمال مدينة القدس وعلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وفي رأس العامود بالقدس المحتلة، وفي وادي الجوز بقلب القدس، وأمام باب الأسباط والساهرة في المسجد الأقصى المبارك، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغته بشكل رسمي أن سيارات الإسعاف بما فيها الطواقم الراجلة ممنوع تواجدها في منطقة باب الأسباط ومحيطها.

وبدأت شرارة المواجهات عندما اعتدت قوات الاحتلال، ظهر اليوم الجمعة، على الفلسطينيين في شارع صلاح الدين، وأطلقت عليهم وابلًا من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واستخدمت وحدات الخيالة لمنع وصولهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية إليها وأعلنت البلدة القديمة منطقة عسكرية مغلقة.

وأدى عشرات الآلاف من مختلف المناطق الفلسطينية صلاة الجمعة في الشوارع المحاذية للأقصى وأمام بواباته، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الدخول للأقصى إلا عن طريق البوابات الإلكترونية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلًا، وكذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال عند حاجز قلنديا بين القدس ورام الله، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز بكثافة باتجاه المتظاهرين.

وبيّنت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال تمنع طواقم الهلال الأحمر من الوصول لمنطقة باب الأسباط ومحيطها لمعالجة المصابين.، وأنه تم تبليغ الهلال الأحمر بهذا القرار من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على الفلسطينيين الذين توجهوا لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وحاولت قمع تقدمهم، واعتقلت عددًا من الشبان الذين حالوا التقدم، وأصيب ستة من المتظاهرين، اثنان منهم بالرصاص المطاطي نقلوا للمستشفى وأربعة عولجوا ميدانيًا.

وأغلقت قوات الاحتلال، صباح الجمعة، الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة في القدس، تحسبًا ليوم الغضب الذي أعلن عنه بسبب وضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى منذ أيام، كما حولت المدينة لثكنة عسكرية ودفعت بآلاف الجنود وعناصر الأمن إليها، كما قام عناصر أمن الاحتلال بتفتيش المواطنين المقدسيين بالشوارع بطريقة استفزازية، ومنعهم كذلك من الوصول إلى البلدة القديمة. وذكر شهود عيان أن حظر تجول فرض من قبل قوات أمن الاحتلال على البلدة القديمة منذ الفجر، ومنع الكثير من الناس من مغادرة منازلهم.

وطالبت جمهورية مصر العربية، إسرائيل بالوقف الفوري للعنف والتصعيد ضد الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك.
وأعرب وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، عن قلقها البالغ من تداعيات هذا التصعيد، واستياءها الشديد لوقوع ضحايا ومصابين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء نتيجة الاستخدام المفرط للقوة.

وشددت على ضرورة احترام إسرائيل لقدسية الأماكن الدينية، وحق الفلسطينيين في ممارسة الشعائر الدينية بحرية وأمان دون إجراءات تعسفية أو قيود مجحفة تؤجج مشاعر الاحتقان

وأصيب 20 مواطنا، بحالات إغماء نتيجة اطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة من رفح جنوبا وحتى بيت حانون في الشمال، خلال المواجهات التي اندلعت نصرة للأقصى.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 20 مواطنا على الأقل أصيبوا بحالات إغماء، بينهم 6 مسعفين، مؤكدة تضرر سيارتي إسعاف نتيجة إصابتهما بشكل مباشر بقنابل الغاز، وكان المئات من الشبان وصلوا للتظاهر على طول نقاط التماس على الحدود الشرقية لقطاع غزة قبل أن تبادرهم قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز