القوات العراقية

هاجمت القوات العراقية، بالتزامن مع تقدمها شرق الفلوجة، منطقة الخالدية من ثلاثة محاور لإطباق الحصار على الفلوجة التي يتوقع أن تشهد معارك كبيرة عندما تتقدم إلى مركزها. وأكدت الشرطة الاتحادية استعادتها مناطق نايف العلي، والصبيحات، واللهيب، والصحوة، والبوعايد، ومجلس بلدي الكرمة، والحراريات، والليفية، والشهابي، وجميلة، والبوحديد، وكلها تقع في ريف الفلوجة الشرقي والشمالي. وما زالت العمليات العسكرية محصورة في محيط المدينة.

وأعلنت قيادة الجيش الأربعاء إطلاق عملية من ثلاثة محاور في مناطق جزيرة الخالدية، شمال غربي الفلوجة، وتعتبر هذه المنطقة المنفذ الوحيد المتبقي لعناصر «داعش» إذا أرادوا الانسحاب. وأكدت مصادر عسكرية واستخبارية أن عناصر التنظيم انسحبوا من ريف الفلوجة وتمركزوا في محيطها، لكنهم اتخذوا مواقع دفاعية، ما يشير إلى قرارهم المواجهة في هذه المدينة بعدما كانوا انسحبوا من مناطق أخرى لتجنب الخسائر.
 
وتعد الفلوجة موقعاً استراتيجياً وذا أهمية رمزية أساسية بالنسبة إلى تنظيم «داعش»، فهي المدينة الأولى التي سيطر عليها مطلع عام 2014 قبل ستة شهور من سيطرته على الموصل وإعلان الخلافة.
 
إلى ذلك، حضّ المرجع الشيعي علي السيستاني القوات الحكومية على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة الواقعة على المشارف الغربية لبغداد. وتعكس دعوته مخاوف من حدوث خسائر كبيرة في الأرواح في المعركة الدائرة، ما يمكن أن يؤجج التوتّر الطائفي .
 
وضم السيستاني صوته إلى كثيرين يدعون إلى ضبط النفس، وقال ممثله عبد المهدي الكربلائي في بيان إن «السيد السيستاني أكد ضرورة التزام آداب الجهاد ومراعاتها حتى مع غير المسلمين»، مستشهداً بحديث نبوي جاء فيه: «لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها».

وبدأ الجيش العراقي وقوات من الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر هجوما" موسعا" جنوب مدينة الفلوجة، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على معقل تنظيم "داعش".وقالت مصادر أمنية وعسكرية عراقية إن القوات الحكومية وحلفاءها سيطروا على مناطق جديدة، على المحورين الشمالي والشرقي، من العملية الجارية حاليا.
يأتي ذلك في وقت قال فيه ياسين المعموري رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي إن هناك اتفاقا مع السلطات على تأمين خروج سكان الفلوجة منها بأمان.
 
وأعلن مصدر أمني في محافظة الأنبار إن العملية تهدف إلى الوصول إلى نهر الفرات غرب الفلوجة واستعادة السيطرة على القرى الواقعة على ضفاف الفرات وصولا إلى جسري الفلوجة الجديد والقديم عند مداخل المدينة من الجهة الغربية.ويوّفر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم غطاء جويا للعمليات.في حين قال مصدر طبي في مستشفى الفلوجة إن حصيلة القتلى منذ يوم الاثنين الماضي بلغت 43، 26 منهم مدنيون و17 من المسلحين.
 
وأعلن الحرس الثوري الإيراني إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني "قام بتفقد عمليات الفلوجة عند المحور الشمالي الشرقي قرب مدينة الكرمة الثلاثاء". وبحسب وكالة مهر الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، فإن سليماني وصل إلى منطقة الفلوجة "لادارة معارك تحرير المدينة  حيث عقد اجتماعات مشتركة مع قادة الحشد الشعبي".
 
وأكّدت مصادر في الشرطة الاتحادية إن القوات تمكنت من استعادة قرية البوحمد قرب سد الفلوجة.كما أعلنت الشرطة فرض حظر تجوال في مدينة عامرية الفلوجة في محاولة لمنع أي هجمات محتملة لمسلحي تنظيم "داعش".
 
وجاء في بيان اصدره التنظيم المتطرّف ونقلته "وكالة اعماق" التي يستخدمها في بث دعايته، ان القوات العراقية لم تتمكن من تحقيق اي تقدم جنوبي المدينة قرب عامرية الفلوجة. 
وحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة الحفاظ على سلامة المدنيين في الفلوجة والحفاظ على بنية المدينة التحتية. وكشفت الأمم المتحدة إن نحو 50 ألف مدني بالفلوجة "في خطر كبير".ودعا المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، إلى فتح ممرات آمنة للسماح لهم بالخروج.
 
وجاء في بيان اصدرته منظمة "انقذوا الاطفال" الاغاثية الخيرية ان "الاغذية نفدت في الاسواق كما بدأت الادوية والعقاقير بالنفاد مما ينذر بمخاطر كبيرة للاطفال والمسنين."
 وأضافت المنظمة إن النقص الكبير في المواد الغذائية  رفع سعر العلبة الواحدة من حليب الاطفال الى 50 دولارا" في بعض الاحيان، مما يجعل هذه المادة الحيوية خارج متناول اهالي آلاف الاطفال. وأعلنت المنظمة أن قتالا" عنيفا" يدور حول المدينة، مضيفة ان 700 شخص فقط تمكنوا من الهرب منها منذ الثلاثاء منهم 400 طفل.

 وأجّلت المحكمة الاتحادية العليا النظر في الطعن بشرعية رئيس البرلمان وهيئة الرئاسة. وقال الناطق باسم السلطة القضائية عبد الستار بيرقدار في بيان، إن «المحكمة عقدت بكامل أعضائها جلسة للنظر في دعاوى الطعن في جلستي مجلس النواب خلال الشهر الماضي وقررت توحيد الدعاوى، واختيار ثلاثة خبراء من كلية الإعلام في جامعة بغداد لتحليل الأقراص المدمجة التي تخص الجلستين من حيث عدد الحاضرين، وهل تم تصويتهم على القرارات الصادرة بالكامل، وكذلك الظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت بهما، إضافة إلى تشخيص الموجودين في الجزء الثاني من جلسة 26 ومعرفة النائب من غيره». وأوضح أن «المحكمة قررت تأجيل النظر في الدعوى إلى 29 من أيار (مايو) الجاري».