شرطة الاحتلال

أعلنت مصادر صحافية عبرية مساء السبت، أن ضابطا صهيونيًا أصيب بالرأس والرقبة، وصفت إصابته بالخطيرة جراء طعنه بسكين من قبل فلسطيني أمام الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، فيما استشهد منفذ العملية متأثرا بجراحه التي أصيب بها.

وأوضح المصدر أن منفذ عملية الطعن أصيب أيضا بصورة خطيرة جراء تعرضه لإطلاق النار من قبل الشرطة الصهيونية بعد تنفيذ عملية الطعن بحق الضابط الصهيوني إلى أن أعلن عن استشهاده في وقت لاحق.

وأضاف أن المصابين، الضابط الصهيوني ومنفذ عملية الطعن، تم تحويلهما إلى مستشفى "هداسا عين كارم" لتلقي العلاج.

وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي منذر ابو الفيلات نقلا عن أحد حراس المسجد الذين شاهدوا حادثة الطعن، بأن شابا فلسطينيا طعن جنديا صهيونيًا نحو ثلاث طعنات قبل أن يطلق عليه الجنود النيران ويصيبوه.

وبيّن شهود عيان أن الشاب تمكن من طعن الجندي عدة طعنات في الجزء العلوي من جسده وشاهدوا الدماء تنزف منه، وأصيب الشاب بأكثر من رصاصة ونقلت سيارات الإسعاف الشاب والجندي من المكان، فيما أوضحت مصادر محلية من الخليل أن الشاب الذي طعن الجندي يبدو في العشرينات من العمر، ولم تعرف هويته بعد.

وأصيب السبت، 20 مواطنًا خلال المواجهات الدائرة بين قوات الاحتلال والشبان المقدسيين، في قرية العيساوية شمال شرق القدس المحتلة؛ وذلك احتجاجاً على قتل الشهيد علي محمد ابو غنام " 17 عاما" بالقرب من حاجز الزعيّم شمال المدينة المحتلة.

وأورد شهود عيان أن الشبان أغلقوا شارع القرية الواصل بين مستوطنة "معلي ادوميم" والقدس المحتلة فور تأكيد نبأ استشهاد الفتى ابو غنام ليلة فجر السبت برصاص قوات الاحتلال على حاجز "الزعيم" العسكري.

واقتحمت قوات كبيرة من حرس الحدود الصهيوني والقوات الخاصة والشرطة بلدة الطور فور الإعلان عن استشهاده، وطوقت منزله في محاولة لاقتحامه، اندلعت على إثرها مواجهات عنيفة بينهم وبين الشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.

وأُعلن الحداد على الشهيد عبر مكبرات الصوت في بلدة الطور والبلدة القديمة في القدس، ونادت دعوات إلى اعتبار نهار السبت يوم إضرابا شاملا حدادا على الشهيد.

وبعد أقل من أربع ساعات عل استشهاد أبو غنام، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته في البلدة وقامت بعمليات تفتيش وتخريب في المنزل، فيما تجددت المواجهات في البلدة خلال عملية الاقتحام.

وأكد والد الشهيد محمد أبو غنام في تصريحات صحافية، أنه يرفض استلام جثمان نجله بشروط الاحتلال المتمثلة باستلامه وتشييع جثمانه بمشاركة 20 شخصا فقط من أفراد العائلة، مشددا على ضرورة تشييعه في جنازة 'تليق بشهيد'.

واستنكر والد الشهيد ادعاء الاحتلال بأن نجله حاول طعن جنود على حاجز الزعيم العسكري شرق المدينة، موضحًا أنه "من يريد طعن جنود لا يشهر السكين ويهرول باتجاه جنود مسلحين، حسب رواية الاحتلال التي نقول إنها لا صحة لها وبعيدة عن المنطق".

وأوضح أن رواية الاحتلال دائما جاهزة لتبرئة جنوده الذين بيدهم الخفيفة على الزناد الموجه اتجاه الفلسطينيين، يخالفون القوانين الدولية والإنسانية كافة.

وسيطر الحزن على منزل الشهيد في قرية الطور، حيث جلست والدة الشهيد تستذكر خروج نجلها الليلة الماضية بحلة جميلة لحضور حفل صديقه، مشيرة إلى أن نجلها كان ضحوكا ومقبلا على الحياة.

واندلعت مواجهات عنيفة في قريتي الطور والعيسوية، احتجاجا على استشهاد الفتى علي محمد أبو غنام 17 عاماً، بعد قتله أثناء مروره عبر حاجز زعيم.

وتركزت المواجهات بالقرب من نادي جبل الزيتون، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام محيط النادي "مقر عزاء الشهيد"، وألقت القنابل الغازية بصورة عشوائية في المنطقة، ورد الشبان بإلقاء الحجارة.

وعم الحداد والإضراب الشامل في قرية الطور، وبدت الشوارع شبه خالية من المواطنين، كما أغلقت المدارس والمؤسسات أبوابها حدادا على الفتى أبو غنام.

وأوضح رئيس قسم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور أمين أبو غزالة أن 26 مواطنا أصيبوا بالأعيرة المطاطية (في الأجزاء العلوية من الجسم)، و48 مواطنا بحالات اختناق من القنابل الغازية، خلال المواجهات في قرية الطور استمرت بصورة متقطعة من الساعة 10 صباحا حتى الثالثة عصرا.

وأضاف أبو غزالة أن القوات الصهيونية وخاصة القناصة التي اعتلت الأبنية المرتفعة بالقرب من مستشفى المقاصد استهدفت طواقم الإسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ، من بينهم المسعف محمد أبو غنام الذي انتبه لإطلاق العيار المطاطي وهو داخل السيارة فتمكن من الخروج مسرعا لتفادي إصابته.

وأصيب المسعف الذي بجانبه أحمد الشلودي بكتفه، كما أصيب المسعف فادي عبيدي بعيار مطاطي في قدمه.

وأكد أبوغزالة "أن جمعية الهلال الأحمر قامت بتخصيص عيادة ميدانية داخل بيت العزاء " نادي جبل الزيتون " ، بسبب حالات الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه ، وعملت خمس سيارات إسعاف في المنطقة ، بينها ثلاث في محيط بيت العزاء ."

وبيّن عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوي محمد خضر أبو الحمص، أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية العيسوية بالتزامن مع خروج الطلبة من مدارسهم ، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في شارع المدارس ومدخل القرية.

وأضاف أبو الحمص أن العشرات أصيبوا بحالات اختناق بسبب القنابل الغازية التي أطلقت في المكان بصورة عشوائية، كما تعمدت القوات عرقلة خروج الطلبة والمعلمين من داخل مدارسهم.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال احتجزته حوالي ساعة في مستوطنة "التلة الفرنسية" بحجة خروجه من الحبس المنزلي المفروض عليه، ورغم تأكيد أبو الحمص من انتهاء فترة "الحبس المنزلي" إلا أن الجنود تعمدوا احتجازه والتحقيق معه وتأخيره.