فلاديمير بوتين

يعتزم مجلس العموم البريطاني تعليق التصويت على شن غارات جوية واستهداف مواقع لتنظيم "داعش" في سورية، وسط تحذيرات بشأن التدخل الروسي في البلد مقطعة الأوصال، حيث كان من المتوقع أن يطلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تفويضًا من أجل توسيع نطاق العمليات التي يقوم بها سلاح الجو الملكي البريطاني في سورية ضد الجماعات المسلحة عندما يعود النواب هذا الشهر إلى البرلمان.

وبعد القرار المفاجئ والمثير الذي أتخذه فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بالبدء في تنفيذ ضربات جوية دعمًا للنظام الحاكم في سورية بقيادة بشار الأسد، فقد كان بمثابة المفاجئة بالنسبة إلى الوزراء في الحكومة البريطانية.

وأكد مصدر حكومي، أن الترتيبات للتصويت حول القرار بشأن سورية بات لا يعد وشيكًا ومن الممكن تأجيله عدة أشهر، في حين يحاول الوزراء خلق الدعم للفكرة ومن ثم قد يتم تأجيلها لأجل غير مسمى.

وتلقت روسيا تحذيرات بضرورة وقف تنفيذ العمليات ضد المعارضة السورية المعتدلة والمدنيين، في الوقت الذي تزعم فيه موسكو بأنها تستهدف فقط المواقع التابعة لتنظيم "داعش"؛ ولكن وكالات الإستخبارات الغربية تشير إلى أن طائرات سلاح الجو الروسي تقصف مناطق لا تتواجد فيها قوات "داعش".



وحذر أحد كبار المحافظين من أن الغرب قد يكون عليه تقبل تصميم روسيا على دعم الرئيس الأسد من أجل التخلص من "داعش"، حيث قال كريسبين بلانت الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسـا يتوجب عليهم قبول الهدف الرئيسي ألا وهو إنهاء الحرب الأهلية والقضاء على تنظيم "داعش"، وفي نفس السياق فقد صرح زعيم حزب "الاستقلال" نايجل فاراج، بأنه قد حان الوقت للاعتراف بأن نظام بشار الأسد وبوتين هو في صالح الغرب وبالتحديد في الحرب على التطرف.

يذكر أن سلاح الجو الملكي البريطاني يقوم بتنفيذ غارات جوية ضد القوات التابعة لتنظيم "داعش" في العراق على مدار 12 شهرًا الماضية، وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 330 متطرفًا.

وحذر رئيس الوزراء ووزير الدفاع مايكل فالون من أنه من غير المنطقي محاربة تنظيم "داعش" في العراق دون سورية في الوقت الذي لا يعترف فيه هذا التنظيم بالحدود.

وأراد الوزراء شن غارات جوية علي معاقل داعش الواقعة في مدينة الرقة الشمالية وكذلك خطوط إمداده في العراق، وعلى الرغم من أن القوات الروسية لا تنتشر في هذه المناطق، إلا أن الوزراء يخشون من أن التدخل سوف يجعل من الصعب كسب التأييد العام والسياسي للقيام بالعمل العسكري.

كما أن انتخاب جيريمي كوربين زعيمًا لحزب "العمال" سيجعل من الصعب تحقيق توافق في الآراء على الرغم من أن العديد من الوزراء ونواب حزب "العمال" والظل يدعمون فكرة التدخل.