وزارة الخارجية

أكدت وزارة الخارجية أنه ومنذ انطلاق مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، تبنت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية خيار المفاوضات كمسار إجباري للوصول إلى إتفاق حول قيام دولة فلسطينية تحظى بإعتراف دولي، هذا المسار الإجباري إلتزمت به القيادة الفلسطينية على إمتداد محطات التفاوض بأشكالها وتسمياتها وأطرها المختلفة، وفي مراحل مبكرة من حلقات التفاوض وصلت القيادة الفلسطينية إلى قناعة بأن الطرف الإسرائيلي يتبع أسلوبًا قائمًا على إضاعة الوقت، والدوران في حلقات مفرغة، والتفاوض من أجل التفاوض فقط، وهو ما حذرت منه القيادة الفلسطينية مرارًا وتكرارًا، مؤكدةً على أن فرص نجاح المفاوضات بهذه الطريقة معدومة، أمام عدم جدية الطرف الإسرائيلي، وأن خيار حل الدولتين آخذ بالإبتعاد في ظل الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب. وبالرغم من تحذيرات القيادة الفلسطينية واصلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وغيرها تمسكها بهذا المسار الإجباري كشرط للإعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضافت أن نتنياهو الذي يجيد لعبة " إضاعة الوقت "، والدخول في حلقات تفاوضية لا نهاية لها، والهروب المستمر من مرحلة الحسم وإتخاذ القرارات الشجاعة، استظل بموقف الدول التي تمسكت بالتفاوض كطريق للإعتراف بدولة فلسطين، واثقًاً بقدرته على إفشال المفاوضات دون عقاب أو مساءلة من المجتمع الدولي، ومطمئنًا بأن الدولة الفلسطينية لن تقوم من خلال المفاوضات، ولهذا السبب صُدم نتنياهو من مضمون المبادرة الفرنسية التي دعت إلى ضرورة الإلتزام بالمفاوضات، مؤكدة بوضوح على أن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية في حال فشل مؤتمر السلام المقترح، وهذا يشكل فاتحة لإعادة توجيه المسار التفاوضي بإتجاهات جدية وملزمة، تعطي المفاوضات المضمون الحقيقي والطابع العملي الذي كانت تفتقده، ويعكس قناعة دولية بأن الطرف الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن إفشال جهود السلام، وأن الإفشال الإسرائيلي المتكرر لفرص نجاح المفاوضات سيقابله المجتمع الدولي بمواقف أكثر حزمًا، وبإجراءات وخطوات ملموسة من أجل إنهاء الإحتلال وقيام دولة فلسطينية.

 كما يكشف رد نتنياهو ومكتبه على المقترح الفرنسي أنه لم يقرأ منه سوى هذه النقطة التي تسقط الإستراتيجية التفاوضية الإسرائيلية وتفضحها، متجاهلًا الرغبة الفرنسية الصادقة لتحريك وحشد الجهد الدولي الهادف إلى تحقيق السلام والأمن والإستقرار في الشرق الأوسط.

وذكرت الوزارة مجددًاً على ترحيبها بالمبادرة الفرنسية وبالجهود الفرنسية الصادقة التي تبذلها القيادة الفرنسية لإحياء عملية تفاوض جدية وحقيقية، وتدعو جميع الدول إلى دعم ومؤازرة المبادرة الفرنسية.