المسجد الأقصى المبارك

سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمتطرف يهودا غليك بمعاودة اقتحامه المسجد الأقصى، وذلك بعد شهور من نجاته من محاولة اغتيال على يد الشهيد معتز حجازي، الذي سقط برصاص القوات الخاصة الإسرائيلية.

ونفذ الشهيد معتز حجازي محاولة تصفية غليك بإطلاق النار عليه مباشرة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حين أقدمت قوة خاصة على تصفية حجازي في الليلة ذاتها في حي الطور المقدسي.

وأصدرت محكمة الصلح في القدس، الأحد، قرارًا يلزم الدولة بدفع تعويضات بمبلغ نصف مليون شيكل لغليك؛ بسبب منعه من زيارة الحرم القدسي الشريف على مدى عامين.

وندد الفلسطينيون، الاثنين، بقرار سلطات الاحتلال السماح لغليك بمعاودة اقتحام الاقصى.

واعتبر المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في القدس، رأفت عليان، القرار بمثابة شرعنة اقتحامات المسجد من قِبل المتطرفين اليهود وبغطاء قضائي إسرائيلي.

وذكر عليان أنَّ الاحتلال يكرس سياسته العنصرية في مناحي الحياة كافة في المدينة المقدسة، لاسيما إجراءاته القمعية في حق أبناء المدينة المقدسة، وإبعادهم عن المسجد الأقصى لفترات طويلة، واعتقالهم داخل باحاته، وفرض عقوبات مالية باهظة في حقهم، وهو ما يشكل اعتداءً سافرًا من قِبل الاحتلال على حرية العبادة والمعتقدات الدينية التي كفلتها الشرائع السماوية وأقرّتها الشرعية الدولية.

ولفت عليان إلى أنَّ القرار القضائي الصادر عن محكمة الاحتلال، إنما هو في إطار تبادل الأدوار والتناغم ما بين المتطرفين اليهود والمؤسسات الإسرائيلية كافة، لتمرير المشروع الاستيطاني الهادف إلى عزل المدينة المقدسة والسيطرة على المقدسات كافة الإسلامية والمسيحية، داعيًا الفلسطينيين بشكل عام وأهالي القدس والداخل المحتل بشكل خاص إلى الرد الفوري على مثل هذه المسرحيات، وضرورة شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى وباحاته.

وتطرق عليان إلى الحديث عن أبرز المشاريع التي قدمت لحكومة الاحتلال وللكنيست حول المسجد الأقصى، وكان آخرها ما قدمه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاك أهرونوفيتش، في حق الرباط في المسجد الأقصى على أنه "تنظيم محظور"، وما تبعه من سياسة الإبعاد بحق المرابطين والمرابطات من مساطب العلم، واقتيادهم إلى مراكز التحقيق ودفعهم غرامات مالية وإبعادهم عن مسجدهم الشريف.

وأكد عليان أنَّ اقتحامات غليك وزمرته من المتطرفين لن تقابل بالورود، ولن يكون طريق المسجد الأقصى ممهدًا لهم، فالاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات المتكررة في حق المسجد الأقصى تعتبر اعتداءً سافرًا على مشاعر العرب والمسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، وتتعارض مع جميع الأديان والشرائع السماوية.