خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

اكتملت التحضيرات للزيارة التاريخية التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غداً الاثنين الى العاصمة المصرية القاهرة والتي ستستمر ثلاثة أيام، علماً أن المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، نفى ما تردد عن تأجيل الزيارة مؤكدًا أنها ستكون في موعدها، وأن ما أثير عن تأجيلها شائعات لا أساس لها من الصحة.

وأكد وزير الخارجية المصري في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن "الكل ينتظر زيارة العاهل السعودى لمصر على المستوى الشعبي، لكونها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين"، موضحًا أن الزيارة ستشهد استعراضًا لكل القضايا التي تهم البلدين وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة.

وقال إن "هناك طموحات كبيرة وقيادات واعية تدرك حاجات المنطقة في هذه اللحظة الحرجة، وهي لحظة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي بما تشهده من تحديات كثيرة والاضطرابات التي تواجهها والتشاحن الإقليمي، وهي تحديات لا يمكن التعامل معها إلا إذا وقفت مصر والمملكة صفًا واحدًا وفي خندق واحد".

وحول الزيارة، نشرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية تقريراً خاصاً قالت فيه: إن "الزيارة تؤكد ارتباط البلدين قيادة وحكومة وشعبا بعلاقات ود وصداقة متوارثة جيلا بعد آخر مهما تعرضت لفتور أو توترات، وعلاقات التعاون والصداقة المصرية السعودية، تتعدى مجالات السياسة والاقتصاد وترقى لكونها علاقات محبة ذات جذور ممتدة عبر الأجيال، فالشعب المصري محب للمملكة بكل ما تحتضنه أرضها الطاهرة، من كعبة مشرفة، وجسد النبي الشريف، وثرى الخلفاء الراشدين وأمهات المسلمين والصحابة الأبرار الأطهار".
 
وأشارت الى أن "مواقف السعودية مع مصر في أزماتها والتي طالما عكست وبقوة مظاهر الدعم والمساندة هي مواقف محفورة في الوجدان ولا تنسى، حيث تترجم مشاعر المحبة والإخاء بين البلدين بكامل تكوينهما، ويرجع ذلك لما يكنه أبناء الملك عبد العزيز من حب ومودة لمصر وشعبها، وجذور هذا الحب امتدت من عهد مؤسس المملكة العربية السعودية ليومنا هذا، فهو أب جميع ملوك المملكة الذين خلفوه بدءا من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبد الله وثم الملك سلمان ، وجميعهم عكس بمواقفه حبا دفينا لمصر".
 
وأضاف الوكالة: "على نفس القدر كانت محبة المصريين لملوك السعودية وشعبها، لما يشعرون به تجاههم من تقدير لقوامتهم وخدمتهم للحرمين الشريفين ، وفى هذا السياق كان استقبال الشعب المصري للملك عبد العزيز آل سعود في زيارته الأولى لمصر فى عام 1946 ، استقبالا جماهيريا حافلا لدى وصوله للسويس على ظهر يخت المحروسة، وفى القاهرة عندما جاب شوارعها وميادينها مع الملك فاروق بعربة ملكية مكشوفة لقصر عابدين وسط حفاوة بالغة من الشعب المصري، وحينها وصفت الصحافة المصرية الزيارة بأنها حدثا عظيما، ووصفت ضيف مصر بأنه صقر الجزيرة، وبعد أن تغير نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري، ظل الملك عبد العزيز على وده وتقديره لمصر حبا لها ولأهلها" .
 
وذكرت الوكالة " بحرص الملك عبد العزيز آل سعود على مدى سنوات حكمه على حسن العلاقة وتأكيد المحبة والصداقة بينه وبين المصريين حكومة وشعبا، وكان دائم القول المأثور "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب" ، وبعده قام الملك سعود بتنفيذ وصية والده بشأن حب مصر ، فكان موقفه المشرف بقراره المؤيد لتأميم قناة السويس ، حيث وضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية في خدمة الصراع ضد المعتدين في العدوان الثلاثي، كما وضع إمكاناتها من البترول تحت خدمة مصر ، معلنا أن البترول العربي السعودي هو للعرب وللدفاع عنهم أولا وأخيرا.
 
وبعد نكسة عام 1967 توجه الملك فيصل بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب مصر ودول الطوق، وتأمين الدعم السياسي لهم وتخصيص الأموال التي تمكنهم من الصمود في حربهم ضد إسرائيل، واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973 حينما قادت المملكة معركة البترول فكتبت انتصار عام 1973 بحروف من نور في تاريخ التضامن العربي.
 
وقالت الوكالة في تقريرها: "على الدرب سار خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبد العزيز ، الذي وصف مصر بأنها ملء القلب والعين، وهي عبارة تغني عن الكثير من التفاصيل عن العلاقة بين البلدين، وفي ثورة شباب مصر أكد الملك عبد الله رحمة الله وقوف القيادة السعودية إلى جانب مصر ، ودعم ثورة 30 يونيو وكان أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه مقاليد الحكم في مصر".