الطائرات الاسرائيلية تدمر مسجدين

نفّذت طائرات الاحتلال الإسرائيليّ 30 غارة على الأقل، حتى ساعات صباح الإثنين، موقعة عددًا من الشهداء والجرحى، وتدمير واسع في منازل المواطنين والمساجد، بينما انتهى اليوم التاسع والأربعين من العدوان بستة عشر شهيدًا فلسطينيًا، و52 جريحًا، فيما يتابع المواطنون في قطاع غزة بترقب وحذر الأنباء التي تتوارد في وسائل الإعلام في شأن احتمال التوصل لتهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل في وقت قريب.

ويضع التضارب الواسع في الأنباء المسرّبة والتصريحات الرسميّة المواطنين في حالة من الحيرة والقلق، ففي الوقت الذي ألمحت فيه مصادر فلسطينية "مطّلعة" إلى قرب التوصل لاتفاق تهدئة بناء على عرض مصري قدم للفصائل، يستند إلى التعديلات الأخيرة على المبادرة المصرية، التي وافق عليها الوفد الفلسطيني ورفضتها إسرائيل، نفى عضو الوفد الفلسطيني عزت الرشق وجود أيّ تطورات جديدة.

وأوضح القياديّ في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، في تصريحات صحافيّة، أنَّ "الاتفاق سيكون وفق تفاهمات 2012 والورقة المصرية الأخيرة"، فيما كتب الرشق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّه "ليس هناك جديد بشأن وقف إطلاق النار، وإذا حدث أي تطور سنعلن عنه مباشرة".

إلى ذلك، أكّدت مصادر في المقاومة أنّها "أوقفت ضرباتها بعد منتصف الليلة، بطلب من الوسيط المصري، على أن تستأنف الضربات في حال لم توقف إسرائيل غاراتها الجوية".

وتبذل جهود حثيثة للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الساعات المقبلة، بعد أن دخلت السعودية على الخط التفاوضي المصري، وقدمت لفصائل المقاومة، لاسيّما حركة "حماس"، ضمانات بالعمل العربي الفعال لرفع الحصار عن القطاع، على الرغم من التعقيدات الإسرائيلية.

وكشفت مصادر مطّلعة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، الإثنين، أنَّ "السعودية قدمت ضمانات أحدثت اختراقًا في موقف حماس من العودة للمفاوضات غير المباشرة، التي رعتها مصر أخيرًا، لاستئنافها من جديد بغطاء سعودي من خلف الكواليس".

وأكّد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان، الإثنين، أنَّ "جهودًا سياسية مكثفة تُبذل لوقف العدوان على غزة"، مبرزًا "عدم وجود نتائج نهائية حتى اللحظة".

وأضاف حمدان، في تصريح له فجر الإثنين، "الجهود السياسية تصاعدت وتيرتها في هذه الأوقات لوقف إطلاق النار على القطاع"، مشيرًا إلى أنَّ "إسرائيل أدركت أنها أمام مقاومة ثابتة".

واعتبر الحديث عن وجود نتائج اتفاق نهائي لوقف العدوان "حربًا نفسية يقودها الطابور الخامس"، لافتًا إلى أنَّ "الوفد الفلسطيني يتعامل مع النتائج بحذر شديد هذه المرة"، وداعيًا مصر إلى "تحميل الاحتلال مسؤولية إفشال المفاوضات التي جرت في القاهرة منذ أسبوعين".

وتأتي موافقة الفصائل، بالعودة للمفاوضات غير المباشرة، بعد دخول السعودية على الخط من خلال الرعاية المصرية، والتنسيق مع الإدارة الأميركية، للوصول لوقف إطلاق نار يستجيب لمطالب المقاومة، وأهمها رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر.

وبيّن الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، في بيان صحافي، "نحن مع أي جهد حقيقي يضمن تحقيق المطالب الفلسطينية وأي مقترح يقدم إلى الحركة ستقوم بدراسته".

وميدانيًا، استشهدت المواطنة فرحانة العطار في قصف إسرائيلي لمنطقة العطاطرة، غرب بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، فيما أوضح شهود عيان أنَّ "طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا واحدًا على المواطنة، التي كانت في محيط منزلها، ما أدى إلى استشهادها على الفور".

وفي ساعة مبكرة من فجر الاثنين، استشهد مواطنان، وأصيب عشرة، في قصف إسرائيلي على مدينة غزة، وهما ياسين البلتاجي، ويحيي أبو دقن، في قصف لطائرات الاحتلال، استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة حي التفاح شرق غزة.

وأصيب مواطنان في قصف قرب معبر رفح جنوب قطاع غزة، وسبعة مواطنين في قصف على منزل عائلة الكحلوت في جباليا، فيما دمّرت طائرات الاحتلال منازل عدّة، بينها منزل الشهيد محمد الغول، الذي اغتالته اسرائيل، ظهر الأحد، ومنزل لعائلة النذر في جباليا، ولعائلة كراجة في النصيرات، ولعائلة أبو عون وعائلة منجرة في مخيم البريج.

ودمّرت طائرات الاحتلال مسجدي عمر بن عبد العزيز في مدينة بيت حانون وعلي بن أبي طالب في حي الزيتون، ومنازل وأراضٍ زراعية في مناطق متفرقة في القطاع.