شهداء حركة حماس

قال ضباط كبير في الجيش الاسرائيلي إن حركة حماس جاهزة اليوم لجولة جديدة من الحرب حال اندلاعها، مؤكدا بأنها بعد سنة ونصف استطاعت تأهيل الانفاق وتزودت بالصواريخ وفقا لما نشره موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الجمعة.

وجاءت أقوال الضابط الكبير في الجيش الاسرائيلي أثناء لقاء مع قيادات سكان البلدات والمدن الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بداية هذا الأسبوع، مشيرًا  الى أن حركة حماس استطاعت بعد مرور سنة ونصف على انتهاء الحرب الأخيرة من تأهيل نفسها عسكريا، فهي انتهت من حفر الانفاق الهجومية وتأهيلها وتزودت بمزيد من الصواريخ، وجمعت المعلومات الأمنية المختلفة وأهلت مجموعات عسكرية متعددة انتظارا لاندلاع المواجهة القادمة، واليوم هي جاهزة لجولة جديدة من الحرب في حال اندلاعها.

وأضاف الضابط في محاولة منه لتهدئة السكان بأن حركة حماس غير معنية اليوم بفتح مواجهة عسكرية مع اسرائيل من قطاع غزة، وتحاول حماس منع التنظيمات "السلفية" في قطاع غزة من خرق الهدنة واطلاق الصواريخ، أو وضع العبوات الناسفة بالقرب من الجدار كما حدث الأسبوع الماضي شمال قطاع غزة.

وأشار الموقع الى أن الجيش الاسرائيلي نفذ أخيرا تدريبًا عسكريًا موسعًا في محيط قطاع غزة يحاكي تسلل عدد كبير من مقاتلي حماس عبر الانفاق الى إحدى المدن الإسرائيلية، وقد شارك في هذا التدريب عدد كبير من قوات الجيش الاسرائيلي . وقال الضابط إن هناك تخوفات لدى الجيش من إمكانية اقتحام حماس لمستوطنة "سديروت" في أي حرب قادمة على خلاف السابق المتمثل في إطلاق الصواريخ فقط.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الضابط قوله خلال جولة أجراها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة إنه في هذه الأثناء يجري الجيش التدريب الثاني خلال ستة أشهر فقط لمواجهة هذا السيناريو الخطير، من خلال تنفيذ تدريبات تحاكي عملية تسلل للمدينة من خلال نفق، وتبادل لإطلاق النار. وكشف الضابط أيضاً خلال جولته أنه تم تشكيل فرقة طوارئ من المدنيين المسلحين لمواجهة أي خطر قادم، إلى حين وصول أفراد الجيش للمكان.

وكان موقع “والا” العبري نشر تقريرا أعده المحلل العسكري “أمير بوخوب” قدم فيه عرضا لما أسما تصورات جيش الاحتلال الإسرائيلي لشكل المواجهة المقبلة مع المقاومة في قطاع غزة. ويعتقد قادة جيش الاحتلال بأن هذه الحرب ستبدأ من النقطة التي انتهت فيها الحرب الأخيرة صيف العام الماضي.

وجاء على لسان ضباط في فرقة غزة أن “حركة حماس استفادت من أخطاء الحرب السابقة واستخلصت العبر وقد تفاجئ الجميع بضربة عبر 30 مسلحا من جناحها العسكري يقتحمون إحدى المستوطنات المحاذية للقطاع ويسعون لقتل المستوطنين وخطف وقتل الجنود في زيادة مضاعفة لأعداد مسلحيها الذين دخلوا خلف خطوط الجيش خلال الحرب الأخيرة”. ووصف الكاتب تهديدات حماس بتوجيه ضربات خلف الخطوط بأنها جادة وقابلة للتنفيذ، منوها إلى أن تجربة الحرب الأخيرة تثبت نجاحهم في بعض العمليات من هذا القبيل.

وأشار معد التقرير إلى أن رسالة آيزنكوت لقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال خلال زياراته المتكررة كانت واضحة ، وهي أن عليهم البحث عن الطريقة الأنجع لتنفيذ المهام التي سيكلفون بها وعدم الانشغال بنوايا حماس من عدمها. وأضاف بوخبوط أن “حماس تعلم جيداً أن الحرب القادمة مسألة وقت وقد قام جناحها العسكري بما يلزم من التحقيقات المعمقة ومواطن الفشل في الحرب الأخيرة”.

وتابع “على الجميع أن يعلم بأن مقاتلي الحركة يحفرون أنفاقاً كبيرة في هذه الأيام ولن يتفاجئ أحد إذا ما نفذ المقاتلون هجوًما عبر أحد الأنفاق بواسطة دراجات دفع رباعي”. وأضاف “نجح قادتها في تحليل الواقع وقراءة نهاية المعركة جيداً حيث رأوا في مواقع الجيش والمستوطنات القريبة من الحدود الخاصرة الضعيفة للجيش واستهدفوها بشكل مركز”.

وتابع بوخبوط “أما النقطة الثانية فقد تمثلت في إثبات قدرة صمود عالية على مدار أكثر من 50 يوما من القتال بخلاف التقديرات الاستخبارية التي توقعت عدم وجود نية لحماس للمواجية وأنها غير جاىزة لها”. وتحدث بوخبوط عن استعدادات جيش الاحتلال لقيام الحركة بمفاجئات غير متوقعة خلال أي مواجية مستقبلية، مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى عدم وجود مصلحة لحماس حاليا في البدء بمواجية أخرى.

واستدرك “لكن وبالنظر إلى طبيعة العلاقات المعقدة داخل الحركة وكذلك طبيعة العلاقات مع الفصائل الأخرى فليس من السهل قراءة نوايا الحركة المستقبلية”. وقال إن “تعليمات وزير الجيش يعلون تقضي بمنع اندلاع المواجهة القادمة عبر تثبيت انجازات الحرب السابقة من قبيل زيادة إدخال البضائع عبر المعابر والتخفيف قدر الإمكان على سكان القطاع، حيث يرى يعلون أن اندلاع مواجهة جديدة الآن يعني تكميل المواجهة السابقة بالفشل!!”.

في حين، لفت التقرير إلى أن واقع الإعمار في غزة يمر ببطء شديد بعد تخلي الدول المانحة عن الدعم المالي الذي وعدت به. ورسم بوخبوط وعلى لسان قادة فرقة غزة سيناريو تطمح له حماس بداية أي مواجهة قادمة وهو إمطار مستوطنات الغلاف بوابل كثيف من نيران الصواريخ وقذائف الهاون ما يضطر الجيش لإخلاء تلك البلدات وبالتالي تسجيل نصر معنوي كبير. وأشار إلى وجود خطط جاهزة للتعامل مع إخلاء سكان الغلاف في المواجية القادمة تبعاً للتطوارت الميدانية وبشكل يتيح للجيش حرية العمل داخل القطاع دون ضغط المستوطنين.