علماء يحذرون من أنًّ السيجار الإلكتروني

اكتشف علماء يابانيون وجود مستويات عالية من المواد الكيميائية المسرطنة في سائل بعض أنواع السجائر الإلكترونية المحتوية على مادة النيكوتين التي تشهد رواجًا في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا بين المدخنين الشباب،  وقد تأتي أحدث النتائج بمثابة صفعة لهؤلاء الذين يرون أنَّ السجائر الإلكترونية، أكثر أمانًا من السجائر العادية.

وتحتوي السجائر التي تزداد شعبيتها في جميع أنحاء العالم لاسيما بين الشباب، على مادتي الفورمالديهايد والأسيتالديهيد المسرطنتين، إذ تعمل السيجارة عن طريق تسخين السائل النكهة، والذي يحتوي على النيكوتين في كثير من الأحيان، إلى بخار يتم استنشاقه، مثل الكثير من السجائر التقليدية ولكن من دون دخان.

وأكد العلماء أنَّ السجائر الإلكترونية تحتوي مستويات أعلى بكثير من مادة الفورمالديهايد، الموجودة في مواد البناء، وتُعد من السوائل المسرطنة التي تنبعث من دخان السجائر العادية، كما وجدت مستويات من مادة الأسيتالديهيد، والتي تستخدم بشكل طبيعي بكميات صغيرة في المنشآت الصناعية لاستخراج الأكسدة والمواد الكيميائية الأخرى، بنسب أعلى مما هو موجود في التبغ العادي.

وأوضح الطبيب في المعهد الوطني للصحة العامة في اليابان الدكتور ناوكي  كونويتا، أنَّه عثر في نوع واحد من السجائر الإلكترونية على أكثر من 10 أضعاف المستوى من المواد المسرطنة الموجودة في السجائر العادية، مضيفًا أنَّه عندما يتبخر السائل تنتج كميات أكبر من تلك المواد الضارة

وبيّن كونويتا أنَّ كمية الفورمالديهايد المكتشفة تختلف من نوع إلى آخر خلال مسار التحليل، مشيرًا إلى أنَّه غير مسموح بالسجائر الإلكترونية في اليابان، إذ تخضع هذه السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين، أو التي تسمى بالنيكوتين الإلكترونية لقوانين الأدوية في البلاد.

وبالرغم من أنَّها ليست متاحة بسهولة في المحلات التجارية كما هو الحال في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أنه يمكن شراؤها بسهولة عبر شبكة الانترنت.

وذكر مسؤول في وزارة الصحة اليابانية، أنَّه "يمكنك تسميتها سجائر إلكترونية، لكنها منتجات مختلفة تمامًا عن التبغ العادي" وأضاف "تدرس الحكومة الآن مخاطرها المحتملة والنظر في كيفية سن تشريع حيالها".

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد دعت في شهر آب/ أغسطس الماضي، الحكومات لحظر بيع السجائر الإلكترونية للقاصرين، محذرة من أنَّها تشكل "تهديدًا خطيرًا" على الأجنة والشباب على حد سواء.

وعلى الرغم من ضآلة الأبحاث التي أجريت حول آثارها، إلا أنَّ منظمة الصحة العالمية صرَّحت بأنَّ هناك أدلة كافية "لنحذر الأطفال والمراهقين، والنساء الحوامل، والنساء في سن الإنجاب" من استخدام السجائر الإلكترونية، ويعزى ذلك إلى "احتمال تعرض الجنين والمراهقين  للنيكوتين، مما يسبَّب عواقب طويلة الأجل على نمو الدماغ، كما حثت منظمة الصحة العالمية على أنَّه ينبغي أن تكون محظورة داخل الأماكن العامة المغلقة.

وذكر أنصار السجائر الإلكترونية أنَّها بديل أكثر أمانًا للتبغ التقليدي، الذي يمكن أن يسبب السرطان، وأمراض القلب والسكتات الدماغية لما يحويه من مواد كيميائية سامة وغازات، ومن المعروف أنَّها من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في كثير من البلدان.

في حين يقول المعارضون أَّنها لم تظهر إلا منذ بضعة أعوام، وآثارها الصحية على المدى الطويل غير واضحة، فيما تسعى كبرى شركات التبغ إلى شراء شركات إنتاج السجائر الإلكترونية خشية خسارة مكانتها في السوق العالمية والتي تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار.