شهداء القسام السبعة

شيعت الجماهير الفلسطينية في مدينة غزة جثامين شهداء القسام السبعة الذين تم انتشالهم من أحد أنفاق المقاومة في قطاع غزة في جنازات عسكرية، بمشاركة عدد من قيادات حركة حماس والفصائل الأخرى.
 
وانطلق موكب التشيع من المسجد العمري؛ حيث تم مواراة جثامينهم في المقبرة الشرقية، بعدما انتشلت طواقم الدفاع المدني الخميس جثامين 7 شهداء يتبعون كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من النفق المنهار شرق مدينة غزة قبل عدة أيام.
 
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، أن الشهداء السبعة الذين قضوا داخل نفق للمقاومة شرق مدينة غزة، كانوا يعملون لينيروا لشعبنا طريق الحرية والخلاص من الاحتلال وطريق القدس والأقصى وقبة الصخرة ويرسمون للأمة مستقبلها.
 
وأضاف هنية، خلال خطبة الجمعة في المسجد العمري "نودع اليوم كوكبة من شهداء المقاومة، من شهداء شعبنا وأمتنا، الذين قضوا نحبهم على طريق تحرير القدس والأقصى، وعودة شعبنا إلى وطنه وأرضه. بكل الفخر والاعتزاز والشموخ والإباء لدورهم الجهادي وتضحياتهم. هؤلاء الشهداء عملوا تحت الأرض في وحدة الأنفاق لكي يرفعوا شأننا فوق الأرض".
 
وأوضح أن هؤلاء الشهداء قضوا نحبهم بين معركتين؛ معركة العصف المأكول "حرب صيف 2014"، وأن سلاح الأنفاق لعب دورًا بارزًا في صناعة النصر؛ حيث خرج المجاهدون من هذه الأنفاق ونفذوا عملية ناحل عوز، وأسر المجاهدون الجندي "الإسرائيلي" شاؤول آرون، وقاتل المقاتلون جيش الاحتلال من نقاطة الصفر، ونزلوا خلف خطوط العدو، وعادوا إلى قواعدهم بسلام.
 
وأكد أن هذه الأنفاق التي قضى في حفرها الشهداء السبعة كانت السلاح الاستيراتيجي في المعركة الماضية. لافتا إلى أن الصواريخ في الجو كانت تضرب تل أبيب وحيفا، والأنفاق تحت الأرض كانت تحمل الموت للعدو والنصر والعزة لشعبنا وأمتنا.
 
وأفاد أن أبناء كتائب القسام أعدوا أنفاقا ضعف أنفاق فيتنام التي يقرأ عنها العسكريون والتي يخطط من خلالها الاستيراتيجيون، وتابع "يظن البعض أن التهدئة التي يسقط فيها شهداء الكتائب وقوى المقاومة أن هذه التهدئة هي معركة الإعداد وتطوير القوة والاستعداد لأي معركة مقبلة مع العدو الصهيوني، وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يغفل عن سلاحه، وأن ينام في وجه عدوه، كما لا يمكن لأحد أن يوقف معركة البناء والتطوير.
 
وأضاف أن كتائب القسام وفصائل المقاومة في مرحلة الإعداد الدائم والمستمر فوق الأرض وتحت الأرض وفي البر والبحر مستمرون في هذا الإعداد والبناء. لافتا إلى أن شرق غزة فيها أبطال تحت الأرض يحفرون في الصخر ويبنون الأنفاق، وغربها أبطال يجربون الصواريخ كل يوم ضمن معركة الإعداد من أجل فلسطين والقدس والأقصى، ولانتفاضة القدس وشعبنا الفلسطيني المرابط في كل مكان، والمشرد في المنافي والشتات.
 
وبيَّن هنية أن غزة في حصارها تفوقت على ذاتها، رغم افتقارها الموارد، ولم يبق فيها إلا مصنع الرجال المتمثلة في المساجد والمقاومة والأنفاق ومواقع التدريب، وأن الجماهير الكبيرة التي تشارك في تشييع الشهداء هي استفتاء حقيقي على خيار المقاومة ورد طبيعي على أولئك الذين يشككون في المقاومة.
 
ودعا المشككين في قدرة الشعب إلى أن يتركوا هذه اللغة ولا يعبثوا بمشاعر شعبنا، ولا يبتزوا الشعب ببعض آلامه. وقال موجها رسالة لهم "يمكن أن نعيش بلا خبز وبلا طعام، لكن لا يمكن أن نعيش بلا كرامة وعزة ورجولة".
 
وأشار إلى أن المقاومة ستجلب الحرية والرفاهية للشعب يوم أن يستعيد الأرض والمقدسات، مشددا على أن هذا الاستفتاء الشعبي يؤكد أن غزة عصية على الكسر في وجه المحتل. وأقوى مما يفكر به البعض، ولحمها مُر كما فلسطين، ودعا إلى وحدة شعبنا بشأن خيار المقاومة والانتفاضة والثوابت. وقال "لا نريد كراسي ولا مناصب ولا سلطة وإنما نريد حرية وكرامة، ووطن".
 
وأضاف أن غزة اليوم كما في الضفة والقدس المتمسكون بحق العودة، هي حجة على الدول والناس والشعوب، مجددا نداءه للشعوب بأن يتوحدوا من أجل فلسطين، لأن عدوهم يوجد على أرضها ويحتل قدسها ويعتقل آلاف الأسرى ويفعل ويرهب شعبنا الفلسطيني صباح مساء، ويدنس اقصانا. هنا عدونا.
 
واستشهد في الأنفاق كل من ثابت عبد الله ثابت الريفي "25 عاما" قائد مجموعة في وحدة النخبة القسامية، والقسامي/غزوان خميس قيشاوي الشوبكي "25 عاما"، والقسامي/ عز الدين عمر عبد الله قاسم "21 عاما"، وهما من وحدة النخبة القسامية، والقسامي/ وسيم محمد سفيان حسونة "19 عاما"، والقسامي/ محمود طلال محمد بصل "25 عاما"، والقسامي/ نضال مجدي رمضان عودة "24 عاما"، والقسامي/ جعفر علاء محمد هاشم حمادة "23 عاما".