القائد العسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة قطاع غزة سامي ترجمان

أكد القائد العسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة قطاع غزة، سامي ترجمان، أنه لا يوجد بديل لحركة "حماس" في قطاع غزة، وأن إستراتيجية إسرائيل هي منع حصول فوضى وأزمة إنسانية في القطاع، متوقعا أن تحصل مواجهات أخرى في المستقبل.

وأوضح ترجمان في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" خلال لقاء عقد في كيبوتس "ناحل عوز" مع رؤساء بلديات إسرائيلية محاذية لغزة الثلاثاء، أنه منذ "فك الارتباط" مع قطاع غزة، فإن إستراتيجية إسرائيل هي منع حصول فوضى وأزمة إنسانية، إلى جانب تحقيق الردع، وأنه لا يوجد لإسرائيل أهداف أخرى.

وأضاف أن "المواجهة مع حركة حماس فحصت قدرة المجتمع الإسرائيلي على الصمود، وأن حركة حماس تبذل جهدها لاستنزاف المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي على القيادة الإسرائيلية أن تدرك ذلك".

وفي انتقاده للإعلام الإسرائيلي أثناء الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع، في صيف العام الماضي، أوضح ترجمان "لا يحارب الجيش، وإنما المجتمع، وعندما تعرض القناة الثانية تقريرا بعنوان مهجورون في محيط قطاع غزة، فإن ذلك نصر لحركة حماس، لم تحقق حماس نجاحا أكبر من هذا العنوان"، مضيفًا "الأمر نفسه بالنسبة لحزب الله، لأن الجنود والمواطنين يقتلون، وتتحدث العناوين عن كارثة، هذا إنجاز".

واعتبر ترجمان، أنه لا يوجد بديل لحركة "حماس" في غزة، وأضاف "يوجد في قطاع غزة سلطة مستقلة تتصرف كدولة، وفي داخل هذه الدولة يوجد سيادة لحركة حماس، والتي لا بديل لها حتى اليوم، ولا أحد غيرها يستطيع أن يصمد، فالبديل إما الجيش الإسرائيلي أو الفوضى، السلطة الفلسطينية لا تستطيع السيطرة هناك".

وبيّن أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معنية بأن يكون هناك عنوان سلطوي في قطاع غزة، ولكنها تتوقع حصول مواجهات أخرى مع قطاع غزة في المستقبل، مضيفًا أنه "يجب الوصول إلى فترات هدوء طالما أمكن ذلك، مع العلم أنه ستنشب معركة بين الحين والآخر، ولذلك يجب ألا نفاجأ إذا حصل ذلك مرة كل بضعة أعوام".

وتابع "حفر الأنفاق الهجومية من قطاع غزة إلى داخل حدود إسرائيل كان بهدف اختطاف جنود أو مدنيين، حماس لم تحفر الأنفاق للسياحة أو لحدث واحد ووحيد، وإنما كان ذلك فكرة متكاملة لتنفيذ هجمات حصلت في بعض المواقع بشكل تكتيكي"

وردا على الانتقادات لعدم إخلاء المستوطنات المحيطة بقطاع غزة أثناء الحرب، أكد أن ذلك يجب الاستعداد له تمهيدا لجولة القتال المقبلة، مضيفًا أنه دخل الحرب الأخيرة على قطاع غزة باعتبار أن إخلاء المستوطنين يعتبر انتصارا لحركة "حماس"، وبين أنه في المستقبل سيكون هناك ضرورة لإخلاء مستوطنين بموجب خطة منظمة يجري العمل عليها اليوم.

وادعى ترجمان ، إن لدى إسرائيل وحماس مصالح متبادلة في استمرار الهدوء في غزة وعلى الجبهة الجنوبية بشكل عام، مؤكدًا "أنه لا يمكن هزيمة حماس في غزة، فهي حكومة مستقلة لها سيادتها وتمارس ذلك على أعلى مستوى، وفي الوقت الراهن لا يمكن إيجاد بديل قوي لها في غزة".

وأضاف "لا يمكن لأحد ولا حتى للسلطة الفلسطينية أن تبسط سيطرتها على غزة في ظل وجود منظمات متطرفة كثيرة، ولذلك اعتقد أن أي شخص في غزة يفكر بالانتفاضة ضد حماس، يعرف أن احتمال النجاح منخفض".

وأفاد بأنه "لا يمكن إيجاد حل سريع ينهي حماس، وأن قرار توجيه ضربة لهم يحتاج شهرا من التخطيط"، وواصل "مصالحنا مع حماس مشتركة في تهدئة التنظيمات والوضع في غزة، وهم لا يريدون مجموعات تنظيم الجهاد العالمي وداعش، وحماس لا تريد مشاكل إنسانية في غزة ونحن نرفض أن تتحول غزة لأزمة إنسانية، من يعتقد أن المسألة بيننا مجرد مسألة عسكرية لا يفهمون شيئا، فحماس تعمل كثيرا لإضعافنا واعتقد أنه سيكون لديها مفاجآت عسكرية في المعركة المقبلة".

وأردف ترجمان "لن يكون مفاجئا أن نشهد كل بضع سنوات معركة جديدة، ولكن بعد العدوان الأخير على غزة أتوقع أن تكون فترة الهدوء أطول".

وأضاف "علينا أن نأخذ بالحسبان جوانب أخرى غير حماس ،فهناك منظمات متطرفة تهدد إسرائيل في القطاع، وهم بالطبع مشتركون مع حماس وهذا نذير خطير، وعلينا إيجاد حل سريعا في قطاع غزة خوفا من انهيار الأمور بعد حدوث الأزمة الإنسانية".