العدوان الإسرائيلي على غزة

كشف مصدر سياسي إسرائيلي، وصف برفيع المستوى، أنَّ مصر ستعلن، مساء الإثنين، عن وقف "مفتوح" لإطلاق النار، لمدة شهر على الأقل، ما لم يطرأ تغيير في المواقف الإسرائيلية أو الفلسطينية.

وأشار المصدر، في تصريح إذاعي، إلى أنَّ "وقف النار سيكون مقابل فتح معبر رفح أمام دخول المواطنين وخروجهم كمرحلة أولى"، مؤكّدًا أنه "حتى اللحظة لا اتفاق على هدنة، وأنَّ الجيش الإسرائيلي يواصل مهاجمة أهداف في غزة".

وأكّدت مصادر إسرائيلية سياسية، وفقاً للإذاعة، أنَّ "إسرائيل أبدت موافقتها على العودة إلى مفاوضات القاهرة على أرضية هدنة غير مسقوفة زمنيًا"، وادّعت أنَّ "حماس هي من يعارض استئناف المحادثات غير المباشرة".

وفي سياق متّصل، توقع القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، وعضو الوفد المفاوض في القاهرة، خالد البطش أن "تشهد الساعات المقبلة إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال في قطاع غزة".

وأوضح البطش، في تصريحات صحافيّة، أنَّ "الاتفاق سيكون وفق تفاهمات 2012 والورقة المصرية الأخيرة، وإعادة الإعمار وتوسيع الصيد".

وعن اتفاق نهائي مع الاحتلال، أكّد أنّه "من المبكر القول أن هناك اتفاقًا، وعندما يحدث اتفاق سنعلن للشعب ذلك".

ويتابع المواطنون في قطاع غزة بترقب وحذر الأنباء التي تتوارد في وسائل الإعلام في شأن احتمال التوصل لتهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل في وقت قريب.

ويضع التضارب الواسع في الأنباء المسرّبة والتصريحات الرسميّة المواطنين في حالة من الحيرة والقلق، ففي الوقت الذي ألمحت فيه مصادر فلسطينية "مطّلعة" إلى قرب التوصل لاتفاق تهدئة بناء على عرض مصري قدم للفصائل، يستند إلى التعديلات الأخيرة على المبادرة المصرية، التي وافق عليها الوفد الفلسطيني ورفضتها إسرائيل، نفى عضو الوفد الفلسطيني عزت الرشق وجود أيّ تطورات جديدة.

إلى ذلك، أكّدت مصادر في المقاومة أنّها "أوقفت ضرباتها بعد منتصف الليلة، بطلب من الوسيط المصري، على أن تستأنف الضربات في حال لم توقف إسرائيل غاراتها الجوية".

وتبذل جهود حثيثة للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الساعات المقبلة، بعد أن دخلت السعودية على الخط التفاوضي المصري، وقدمت لفصائل المقاومة، لاسيّما حركة "حماس"، ضمانات بالعمل العربي الفعال لرفع الحصار عن القطاع، على الرغم من التعقيدات الإسرائيلية.

وكشفت مصادر مطّلعة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، الإثنين، أنَّ "السعودية قدمت ضمانات أحدثت اختراقًا في موقف حماس من العودة للمفاوضات غير المباشرة، التي رعتها مصر أخيرًا، لاستئنافها من جديد بغطاء سعودي من خلف الكواليس".

وأكّد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان، الإثنين، أنَّ "جهودًا سياسية مكثفة تُبذل لوقف العدوان على غزة"، مبرزًا "عدم وجود نتائج نهائية حتى اللحظة".

وأضاف حمدان، في تصريح له فجر الإثنين، "الجهود السياسية تصاعدت وتيرتها في هذه الأوقات لوقف إطلاق النار على القطاع"، مشيرًا إلى أنَّ "إسرائيل أدركت أنها أمام مقاومة ثابتة".

واعتبر الحديث عن وجود نتائج اتفاق نهائي لوقف العدوان "حربًا نفسية يقودها الطابور الخامس"، لافتًا إلى أنَّ "الوفد الفلسطيني يتعامل مع النتائج بحذر شديد هذه المرة"، وداعيًا مصر إلى "تحميل الاحتلال مسؤولية إفشال المفاوضات التي جرت في القاهرة منذ أسبوعين".

وتأتي موافقة الفصائل، بالعودة للمفاوضات غير المباشرة، بعد دخول السعودية على الخط من خلال الرعاية المصرية، والتنسيق مع الإدارة الأميركية، للوصول لوقف إطلاق نار يستجيب لمطالب المقاومة، وأهمها رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر.

وبيّن الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، في بيان صحافي، "نحن مع أي جهد حقيقي يضمن تحقيق المطالب الفلسطينية وأي مقترح يقدم إلى الحركة ستقوم بدراسته".

وتبذل جهود عديدة منها عربية واوربية وامريكية لصالح إبرام اتفاق تهدئة دائم بين المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.

وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة من ضغطها العسكري على قطاع غزة، بهدف حمل فصائل المقاومة إلى العودة لمحادثات القاهرة، وابتزاز تنازلات منها في إطار اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.

وعبّر وزير الحرب الإسرائليي، موشيه يعلون، عن هذا التوجه خلال جولة على مستوطنات الجنوب، الأحد، وأنَّ "هدف إسرائيل من استمرار العمليات العسكرية هو إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات في القاهرة، حسب الشروط التي تمليها إسرائيل".

من جانبه، ألقى معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، في مقالة نشرها الاثنين، الضوء على خلفية تصريحات يعلون، مبرزًا أنَّ "وزراء في الكابينيت عبروا في الأيام الأخيرة عن إحباط من كون استمرار الهجمات الجوية على حماس لا يدفعها للعودة إلى القاهرة".

وأضاف "مثلث نتنياهو يعلون غانتس، متمسكون حتى الآن في السياسة القائمة، مع زيادة الضغط، واستمرار محاولات الاغتيال، ورفع بعض القيود عن عمليات القصف، والقيام بعمليات استعراضية، كهدم برج سكني جنوب مدينة غزة".

وتابع "شد الحبل المتبادل قد يتواصل طيلة الأسبوع، وستحاول حماس تحقيق إنجاز عسكري آخر، كي لا تعتبر عودتها إلى القاهرة في هذه الظروف استسلامًا. وفي الخلفية يتزايد الإحباط لدى سكان قطاع غزة من الكارثة الإنسانية الهائلة التي حلت بهم نتيجة للحرب".

وأردف "بموازاة الجهود لتجديد محادثات القاهرة، يتواصل الانشغال بمشروعي قرار في الأمم المتحدة واحد أوروبي (مفضل لدى إسرائيل)، وآخر أميركي".

وأكّد هرئيل أنَّ "إسرائيل كانت تنتظر، الأحد، خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لفحص إذا ما كان حصل تغيير في موقف الحركة"، مشيرًا إلى أنّه "على الرغم من أنَّ إسرائيل هي الجانب القوي في المعادلة، إلا أنَّ حرب الاستنزاف لا تخدمها، وكلما مر الوقت تتلاشى الإنجازات، وتواصل حماس تعزيز أسطورة الصمود أمام الجيش القوي".