رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن حركته وباقي الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا يسعون لإشعال فتيل الحرب والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدّدًا على أن الاحتلال هو من يمارس القتل والاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية المحتلّة وأوضح مشعل، في تصريحات صحفية الاثنين، أن هناك توترات لكن حماس حريصة على تجنب الحرب الشاملة، لكنها في الوقت ذاته تسعى للتخلص من الحرب وفك الحصار عن قطاع غزة.

وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلّة، أشار مشعل إلى إن ما يجري هناك هو انتفاضة شعبية بعد أن وصلت جميع الطرق إلى انسداد بسبب ممارسة "إسرائيل" سياسة المزيد من العنف والاستيطان وسرقة الأراضي والاعتقالات والقتل، مشدّدًا على أن شرارة هذه الانتفاضة جاءت بعد محاولة حكومة الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى المبارك، متسائلًا: "ماذا يفعل الشعب الفلسطيني على ارضه في حال استمر القتل والاستيطان وفشل العالم على الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الضفة؟"، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين أمام خيارين إما أن نحظى بدعم المجتمع الدولي من خلال ضغطه على الاحتلال، أو دعم الحق في مقاومة الاحتلال.

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحماس أن التنسيق الأمني بين السلطة و"إسرائيل" أمر مخالف للمصلحة الوطنية ويقدم خدمة مجانية للاحتلال، مذكّرًا بقرارات المجلس المركزي الأخيرة بوقف التنسيق الأمني، كاشفًا عن لقاء قريب سيعقد في الأيام المقبلة لمتابعة اللقاءات السابقة التي عقدت قبل أكثر من شهر في العاصمة القطرية الدوحة.

وأشار رئيس المكتب السياسي إلى أن هذه اللقاءات ستمهد لعقد لقاء بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتتويج ما يتم الاتفاق عليه وترجمته، منوّهًا إلى أنه من الصعب الحديث عن تاريخ لمثل هذا اللقاء لكنه أكّد جديته وحركته في ذلك، مؤكّدًا أن "إسرائيل" قتلت فرصة السلام على حدود الـ67، معترفًا بتوافق حماس وفق الكل الفلسطيني على برنامج سياسي وطني مشترك يقوم على حق تقرير الشعب الفلسطيني وخلاصه من الاحتلال وأن تنسحب من القدس والضفة وغزة وأن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، حيث دعم العرب المشروع الوطني الفلسطيني لكن لاحتلال أفشله.

وهدّد رئيس المكتب السياسي لحماس من انسحاب حركته من هذا المشروع الذي ما يزال على الطاولة في حال استمرار تنكّر الاحتلال لكل المحاولات الدولية لتحقيقه وحول الاتهامات المصرية لحماس بالمسؤولية عن قتل النائب العام المصري، أكّد مشعل أنه لو كان هناك صحة لهذه الاتهامات ما كان هناك وفد من قيادة الحركة في القاهرة هذه الأيام، مشدّدًا على أن حماس بريئة من أي اتهام.

وعن العلاقة مع طهران، أوضح مشعل إن الأزمة بين حماس والنظام السوري أثرت بشكل كبير على العلاقة مع الإيرانيين،  حيث ردت ايران بمراجعة الدعم الذي كانت تقدمه للحركة بشكل كبير، مؤكّدًا وجود حالة جمود في العلاقة بين حماس وطهران، لكنها لم تصل الى حالة القطيعة الكاملة، إذ أن وفودًا من الحركة تزور إيران من حين لآخر، مشيرا الى أن حماس تسعى لعلاقات جيدة مع كل دول العالم.

واعترف مشعل بأن طهران خفضت دعمها للحركة بعد أن كانت أحد الداعمين الأساسيين والرئيسيين لها، مشيرًا إلى أن حماس تحصل على دعمها من مصادر أخرى متنوعة، رافضًا التعليق على القرار الخليجي بوصف حزب الله اللبناني بأنه تنظيم إرهابي، مبديًا أسفه لعدم وجود حلول في الأفق تنهي الأزمة السورية، بالإضافة لرفض محاولات الاحتلال ربط حماس بتنظيم الدولة، مؤكّدًا أنها محاولات إسرائيلية تهدف لتضليل المجتمع الدولي، مشددًا على أن حماس تؤمن بالفكر الوسطي المعتدل، وهي منفتحة على العالم العربي والإسلامي والمسيحي والمجتمع الدولي، وتقوم بمقاتلة "إسرائيل" لأنها محتلّة لفلسطين وليس لأنها يهودية.