الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

تظاهر نحو ثلاثة آلاف عنصر من قوات الأمن التونسية أمام القصر الرئاسي، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وذلك تزامنًا مع احتجاجات العاطلين من العمل في معظم محافظات البلاد. حيث أوضح الناطق باسم نقابة قوات الأمن الداخلي شكري حمادة، "نحن نريد تحسين وضعيتنا الهشة مثل القطاعات الأخرى، خصوصًا أننا في خط المواجهة الأول ونعرض حياتنا للخطر فداًء الوطن"، معتبرًا أن حكومة الحبيب الصيد لم تف بتعهداتها تجاههم. وذلك في الوقت الذي يعقد فيه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اجتماعًا للاطلاع على تطورات الوضع في المنطقة.
 
وشدد حمادة الاثنين، على أن الأمنيين بصدد تصعيد تحركهم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، مؤكدًا أن "قوات الأمن ستواصل حماية الوطن بالغالي والنفيس". حيث تواجه الحكومة ضغطًا من النقابات الأمنية التي تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية للعاملين في هذا القطاع وزيادة المنح الخاصة. وعلى رغم أن رئاسة الحكومة أبرمت اتفاقًا الأسبوع الماضي مع نقابات أمنية، فان "نقابة قوات الأمن الداخلي" رفضت الاتفاق، معتبرةً أنه لا يستجيب لتطلعات الأمنيين.
 
وعقد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الاثنين، اجتماعًا لمجلس الأمن القومي للاطلاع على تطورات الوضع الأمني، مع اتساع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بفرص عمل وتنمية المحافظات الفقيرة. وخفضت وزارة الداخلية التونسية الاثنين، ساعات حظر التجول الذي أعلنته الأسبوع الماضي، ليبدأ سريانه من الساعة العاشرة ليلًا حتى الخامسة صباحًا.
 
وأطلق رئيس الحكومة مشاورات موسعة مع الأحزاب الموالية والمعارضة للنظر في الحلول التي يجب أن تتخذها الحكومة لمواجهة الأزمة الاجتماعية. وأفاد مقربون من الصيد أنه يسعى إلى وضع استراتيجية بالتوافق مع الأحزاب والمنظمات من أجل تأمين فرص عمل وتنمية المناطق المهمشة التي تنتظر نصيبها من التنمية منذ إطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
 
وأحبطت القوات الأمنية التونسية هجومًا مباغتًا نفذه مسلحون تسللوا من الأراضي الجزائرية مستغلين الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها محافظات حدودية. وقال الناطق باسم وحدات الدرك (الحرس الوطني) العميد خليفة الشيباني إن وحدات عسكرية صدت ليل الأحد - الاثنين "مجموعة متطرفة تسللت من الجزائر" في منطقة "أم العرائس" في محافظة قفصة غرب تونس، مضيفًا أن المجموعة "فاجأت دورية عسكرية بإطلاق نار كثيف قبل أن ترد الدورية وتجبر المتطرفين على الانكفاء".
 
وأوقف الجيش التونسي قبل أيام تسلل سيارات من الجانب الليبي في المنطقة العسكرية الحدودية العازلة جنوب البلاد، في ظل تحذيرات من تخطيط جماعات مسلحة لتنفيذ عمليات متطرفة في تونس.