مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين

أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، تصاعد وتيرة الاعتداءات "الإسرائيلية" اليومية على القدس والمسجد الأقصى، والتنكيل بالمرابطين والمرابطات، وتدنيس الأماكن المقدسة خاصة في فترات الأعياد اليهودية، محذرًا من اقتحامات المستوطنين المتكررة للأقصى وإقامة الشعائر التلمودية فيه.

وجاءت تحذيرات حسين، خلال مؤتمر صحافي نظمته شبكة هنا القدس للإعلام المجتمعي، في معهد الإعلام العصري في رام الله الاثنين، حول الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى وتداعيات وتوقعات ذلك، بمشاركة الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، أستاذ القانون الدولي حنا عيسى، والباحث في شؤون القدس جمال عمرو.

وأكد حسين بقوله: لا أحقية في المسجد الأقصى لغير المسلمين، وواجب على كل مسلم ومسيحي له مقدسات في القدس النهضة والدفاع عنها في وجه التغييرات الكبيرة التي يجريها الاحتلال على معالم المدينة المقدسة، وأن الأقصى مسجد إسلامي بكل ما يشتمل عليه، وأن ما يقوم به الاحتلال هو حرب حضارية تستهدف طمس معالم المدينة المقدسة، وهويتها العربية والإسلامية، من خلال الترويج للهيكل المزعوم وتخيلات وتصورات توراتية.

وأوضح: الاعتداءات شملت الجانب المعنوي المتمثل بتصريحات المسؤولين "الإسرائيليين"، وقرارات المحاكم التي تسمح وتقر باستباحة المسجد الأقصى، دون تقدير للقانون الدولي الذي أقرّ بالحفاظ على الحقوق المدنية للمدنيين، والتمتع بحرية العبادة في الأماكن المقدسة.

بدوره ، كشف أستاذ القانون الدولي حنا عيسى أن دولة الاحتلال رصدت 17 مليون دولار هذا العام لتهويد القدس، وتغيير معالمها، وأعدت 6 قوانين جديدة للتصويت عليها في الكنيست "الإسرائيلي"، وستعمل على طمس المعالم الإسلامية العربية في المدينة، والتي كان آخرها تشديد العقوبات على ملقي الحجارة، حيث ستصل العقوبة إلى السجن مدة 35 عامًا، وأخطرها مشروع تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وحظر دخول المرابطين للأقصى، وسياسة اليد الحديدية في التعامل مع المقدسيين، واستحداث الطابع اليهودي، بهدف إقامة القدس الكبرى والأبدية.

وأضاف أن هناك الآن 28 نفقًا أسفل البلدة القديمة، تربط المستوطنات والأحياء اليهودية حول وداخل القدس بحائط البراق، بينما يحيط الاحتلال القدس بـ3 أطواق استيطانية، طوق حول البلدة القديمة، وطوق حول الأحياء العربية، وطوق حول الأحياء والبلدات المجاورة، إضافة إلى 29 مستوطنة موجودة في حدود مدينة القدس، و104 كُنس يهودية.

ولفت عيسى إلى أن وضع القدس صعب جدًا حال لم يتحرك العالم لإنقاذ المدينة ومقدساتها، بسبب استمرار "إسرائيل" في التهويد والتخطيط له أيضًا، حيث تخطط لنقل كافة الوزارات إلى القدس، وشطب التعليم الفلسطيني في مدارسها، وتحاول الإسراع في إنهاء ملف القدس، مستغلة الوضع العربي المتأزم، وازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع القضية الفلسطينية.

بدوره، حذر الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، من احتفالية الأسبوع المقبل بما يسمى "عيد الأنوار" اليهودي، ومن آخر وأخطر مشروع صهيوني يستهدف المدينة، مشروع "كيدم يروشليم" وهو واحد من 13 مشروعًا لـ"التلفريك"، والذي تنوي "إسرائيل" من خلاله السيطرة على بوابة وادي حلوة، وحبس ما يقارب 60 ألف فلسطيني من حي سلوان وحي الثوري.

وأشار عمرو إلى أن حكومة الاحتلال رصدت 100 مليون دولار، لإنشاء تلفريك يمر فوق المدينة ويقدم الرواية التوراتية اليهودية، وقاعات تحوي موادًا فنية وإعلامية خصصت لذلك، ما يخطف الأبصار نحو ما يجري في السماء وليس على الأرض، ويشكل تداعيات خطيرة جدًا على المقدسات والمسجد الأقصى بشكل خاص ، وهو مدعوم من 25 منظمة يهودية.

وطالب عمرو بتقديم مخططي المدن والتهويد "الإسرائيليين" إلى محكمة الجنايات الدولية، الذين أسسوا متحف التسامح على جماجم المسلمين والعرب في مقبرة مأمن الله، وما زالوا يخططون لمعابد وكنس يهودية فوق آثار إسلامية.