تنظيم "داعش"

وصلت قوة جديدة من المدربين العسكريين الأميركيين فجر الجمعة إلى شمال سورية لتدريب ودعم المقاتلين الأكراد في التحضير لعمليات مرتقبة ضد تنظيم "داعش"، في مقدمها محاولة تحرير محافظة الرقة التي تعد معقل التنظيم.

وأكد مصدر من وحدات حماية الشعب الكردية وصول المدربين الأميركيين إلى كوباني في محافظة حلب، موضحًا أن مهمتهم التخطيط لمعارك جرابلس والرقة والتنسيق مع طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن والقوات على الأرض.

وأثبت المقاتلون الأكراد أنهم القوة الأكثر فاعلية في التصدي لتنظيم "داعش" في سورية، ويعدون حليفًا رئيسيًا للائتلاف الدولي الذي وفر لهم غطاء جويًا في معاركهم ضد المتطرفين، وخاض المقاتلون الأكراد إحدى أعنف المعارك ضد التنظيم ونجحوا بطرده من كوباني في كانون الثاني الماضي.

وأوضح الصحافي مصطفى عبدي من كوباني لوكالة "فرانس برس"، أن هذا الدعم الأميركي الأخير والمتمثل بالمدربين حصل أساسًا بتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وأكد عبدي وصول ما بين عشرين وثلاثين مدربًا أميركيا بينهم ضباط، إلى كوباني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرا إلى أنهم مجموعة استطلاع، والدفعة الأولى من الأميركيين الذين يفترض أن يدربوا المقاتلين الأكراد ويساعدوهم في التحضير للعمليات ضد تنظيم "داعش" في جرابلس والرقة.

وشهدت الرقة خلال الأسابيع الماضية غارات كثيفة تنفذها الطائرات الفرنسية التي تشكل جزءا من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن والطائرات الروسية، ردًا على تبنى التنظيم المتطرف لاعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني / نوفمبر وحادث تحطم الطائرة الروسية في 31 تشرين الأول / أكتوبر.

وأفاد مدير "المرصد السوري" لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته، بوصول أكثر من خمسين مدربًا أميركيًا إلى شمال وشمال شرق سورية، مشيرًا إلى أنهم وصلوا في الوقت ذاته خلال اليومين الماضيين على دفعتين عن طريق تركيا وكردستان العراق.

وأضاف عبد الرحمن أن أكثر من ثلاثين منهم موجودون حاليًا في كوباني، والمجموعة الثانية في محافظة الحسكة، على أن يتجمعوا في كوباني لاحقًا لتدريب قوات "سورية الديمقراطية" في التحضير لهجوم مرتقب على الرقة.

وتعد قوات "سورية الديمقراطية" عبارة عن ائتلاف من فصائل كردية وعربية أعلن عنه في 12 تشرين الأول / أكتوبر ويقاتل تنظيم "داعش".

وأطلقت قوات "سورية الديمقراطية" في 30 تشرين الأول / أكتوبر عملية ضد التنظيم المتطرف في ريف الحسكة الجنوبي، حيث نجحت باستعادة 1400 كلم مربع في المنطقة بغطاء جوي وفره لها الائتلاف الدولي.

وتضم القوات فصائل عدة أهمها "وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة والتحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزير والمجلس العسكري السرياني".

وأعطى الرئيس الأميركي باراك أوباما في نهاية تشرين الأول / أكتوبر الضوء الأخضر لنشر خمسين جنديًا على الأكثر من القوات الخاصة في سورية في دور غير قتالي استشاري.

وأكد ممثل الرئيس الأميركي في الائتلاف الدولي بريت ماكغورك في 22 تشرين الثاني / نوفمبر، أن العسكريين "سيصلون قريبًا جدًا"، مشيرًا إلى ضرورة عزل الرقة وتضييق الخناق على تنظيم "داعش".

ولا يقصر الدعم الأميركي على المدربين، إذ أعلنت واشنطن الشهر الماضي أنها ألقت جوًا ذخائر في شمال سورية لمساندة مقاتلين من المعارضة يتصدون للتنظيم، في إشارة إلى "قوات سورية الديمقراطية".

وبحسب عبدي فإن الطائرات الأميركية ألقت ثلاث دفعات من الأسلحة في شمال وشمال شرق سورية منذ تشكيل قوات "سورية الديمقراطية" لدعمها في معاركها ضد تنظيم "داعش"، وخصوصًا في ريف الحسكة الجنوبي.