وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو

أطلق وزير الثقافة، الدكتور إيهاب بسيسو، نيابة عن رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، في مقر دار الشروق للنشر والتوزيع في مدينة رام الله، فعاليات أسبوع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وينظمه ملتقى فلسطين الثقافي، حيث تم تكريم الشاعر الدكتور. المتوكل طه، على دوره "الريادي في مسيرة الثقافة الفلسطينية" وأوضح بسيسو "هذه المناسبة بالنسبة لنا هنا في فلسطين ذات دلالة كبيرة، في ظل ما يمارسه يوميا الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات على ثقافتنا الوطنية، سواء على صعيد المؤسسات الثقافية أو المثقفين والمثقفات في كافة المحافظات، من خلال تقييد الحركة، ومنع السفر، والاعتقال، والاغتيال أيضا".

وأضاف "هذا الاحتفاء يشكل خطوة يمكن البناء عليها لتكون الثقافة الفلسطينية حاضرة عبر المنتج الإبداعي الفلسطيني، وفي صناعة الكتاب الفلسطيني، وحاضرة في الوجدان الفلسطيني من خلال ما يقدمه المبدعون والمبدعات في  كافة مجالات المبدعة، لاسيما أن هذا العام يحمل الكثير من الدلالات والذكريات، منها: مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، وسبعون عاما على قرار تقسيم فلسطين، وخمسون عاما على احتلال الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة وأراض عربية أخرى، وثلاثون عاما على الانتفاضة، كما أنه العام الذي فجعنا برحيل شاعرنا الكبير أحمد دحبور، الذي فقدناه، أخيرًا، تاركا وراءه إرثا إبداعيا مهما وملهما لجيل واسع وكبير من المثقفين والمثقفات".

وشدد بسيسو على أهمية تبنى فكر إضراب الأسرى، مبينا "يحمل هذا العام تحركًا غير مسبوق، منذ أعوام، فجره أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي بإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام، من أجل تحقيق حقوقهم التي كفلتها كل المواثيق الدولية .. إنهم هناك من الزنزانة الصغرى يرسمون ملامح هذا الوطن، ونحن من هنا، من الزنزانة الكبرى نمد لهم يد الدعم من خلال الثقافة، والنضال الشعبي، والحشد الجماهيري، الذي يجعل من إضراب الأسرى رسالة وطنية قادرة على أن تصل بمطالب الأسرى إلى آفاق عربية وعالمية"، لافتا إلى أن هذا الإضراب يمثل إرادة شعبنا التي لا تنكسر، مضيفا "متأكدون أن هذا الإضراب سينتهي بانتصارهم، وهنا علينا أن نتوحد مع رسالة الأسرى، وليس فقط التضامن مع إضراب الأسرى".

وأردف "إن الثقافة جزء أساسي كفعل مقاوم لا يمكن أن ينفصل على مسيرة النضال الفلسطينية، فمسيرة النضال دعمها الشهداء الكتاب والشعراء أمثال غسان كنفاني، وكمال ناصر، وغيرهما ممن اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهم بقوا بيننا بما أبدعوه، وهذا الاحتفاء بأسبوع الكتاب وحقوق المكلف مناسبة لتذكر من ساهموا برسم ملامح الثقافة الفلسطينية".

وأشار وزير الثقافة إلى أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه صناعة النشر في فلسطين، مؤكدا أن وزارة الثقافة تشحذ كل الخطى والجهود لإيجاد قوانين تضمن حقوق المؤلف والناشر، وكذلك المكتبة الوطنية، هذا المشروع الاستراتيجي الذي نعمل على أن يكون واضح المعالم باتجاه إنشاء صرح ثقافي، وموقع لتجميع الإرث الفلسطيني على أكثر من مستوى، وفي كافة حقول المعرفة، كي يكون عنواناً للإبداع والإرث الفلسطيني.

وأضاف "نحن في وزارة الثقافة نمد كافة الجسور للتواصل مع الأشقاء العرب، وأصدقائنا في العالم، من أجل تبادل الخبرات، وتعزيز حضور فلسطين ثقافيا ومعرفيا من خلال المشاركة في التظاهرات الثقافية المختلفة، والتي تشكل فرصة لحمل وحماية الرواية الثقافية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال"، متحدثا في هذا السياق عن المشاركة الفلسطينية عبر الوزارة في معرض عمان الدولي للكتاب، العام الماضي، كأول ضيف شرف في تاريخ هذا المعرض، وكذلك استضافة دولة الكويت كضيف شرف معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، "ما حال دون نجاح محاولات الاحتلال المستمرة لعزلنا عن عمقنا العربي والإنساني، وفرض الحصار علينا".

وثمن بسيسو اختيار الشاعر والروائي والأديب د. المتوكل طه، لتكريمه في افتتاح فعاليات هذا الأسبوع، "ما يكرس نهجا مهما بالاحتفاء بالمثقف الفلسطيني ودوره محليا، وعربيا، ودوليا، فالمتوكل طه شاعر وروائي مميز، وسبق أن فاز العام الماضي بجائزة عثمان أبو غربية للأدب المقاوم، عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" ووجه الشاعر طه شكره لمكرّميه، لافتا إلى أن "التكريم استدراك محمود، ورافعة لفتح أبواب الحياة لخلق أفق معنوي جديد، والتكريم يعني رعاية كل الأشجار قبل أن تيبس في وجه الريح، وعدم الاكتفاء بسقاية شجرة واحدة، والتكريم بشكل عام لا يتجزأ، فلا يكفي أن تقدم جائزة، أو تطبع كتابا، بينما الكاتب لايزال على صورته المؤلمة من حيث الإهمال والتهميش، أو تركه يلهث وراء كسرة الخبز، وأجرة البيت والطبابة".

وشدد طه، الذي استذكر جيل الآباء، على ضرورة أن يكون "التكريم عنصرا من عناصر تكوّن نظاما شاملا لرعاية المبدعين، منها ما يتعلق بالجوائز، والتفرغ، وحقوق المؤلف، وتشجيع البحث ونشر الإبداع، وصيانة فضاء الحرية التي لا شرط عليها إلا المزيد منها".