القدماء المصريين

كشفت دراسة تاريخية مصرية حديثة بأن، الثلاثاء، 18 يوليو/تموز الجاري، هو ليلة رأس العام الفرعونية الجديدة، والأربعاء، هو أول أيامها، والتي تبدأ بالتزامن مع شروق نجم الشعرى اليمانية، الذي يمثل الآلهة إيزيس، في المعتقدات المصرية القديمة.

وقالت الدراسة، التي أعدها الدكتور أحمد عوض، الباحث في علوم المصريات، إن المصري القديم عرف السنة الكبيسة، وعرف الفارق بينها وبين العام البسيط، مضيفًا لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، إن المصري القديم استخدم ما يسمى "التقويم المدني" و"التقويم القمري الفلكي" جنبًا إلى جنب في تنظيم كل أموره الدينية، والحياتية اليومية.

وأشار عوض إلى أن التقويم القمري الفلكي، هو تقويم التزم بتقلب أطوار الشهر القمري، مثل التقويم القمري الأصلي، مع إضافة الشهر الثالث عشر، للسنة القمرية الثالثة، لكل 3 أعوام قمرية، وذلك لمدة 9 أعوام، وعليه يتم تكرار المنوال السابق لعدد أيام الشهر الثالث عشر في العام القمري، وسجلت البرديات تقويمًا قمريًا ورد فيه عدد أيام للشهر القمري، تارة 29 يومًا، وتارة 30 يومًا، وتارة 31 يومًا.

ووفقًا للباحث عوض، احتفل المصري القديم بالسنة القمرية ذات الثلاثة عشر شهرًا، ولقب ذلك العيد باسم عيد "السنة الطويلة" وأيضًا احتفل بالسنة القمرية ذات الـ12 شهرًا، ولقب ذلك العيد باسم عيد "السنة القصيرة".

وتابع لعوض، تغدو مواقيت الفصول والأشهر وما يتبعها من أعياد دينية، في وضعية ثابتة، مما يكفل إمكانية الاحتفال بها، وإقامة شعائرها المقدسة، في أيام محددة، من كل عام، وذلك دون تأرجح أو تغيير.

وتباينت آراء العلماء بشأن أنواع التقاويم في مصر القديمة، حيث يرى فريق من علماء المصريات، أن المصريين كانت لهم 3 تقاويم، الأول هو "العام المدني" الذي اعتمد على تاريخ الدورة الشمسية الثابتة، والثاني هو "عام الشعرى الثابت" ويعتمد على ثبوت موعد شروق نجم "الشعرى اليمانية"، وهو ما يعرف بظاهرة "الشروق الاحتراقي"، والثالث هو "العام القمري البدائي" الذي كانت تتحدد بدايته بحدوث ظاهرة "الشروق الاحتراقي".

واتفق علماء آخرون على وجود عام "مدني" وعام "القمري البدائي"، إلا أنهم رفضوا فكرة وجود عام "الشعرى" الثابت، وكان التقويم المصري القديم، الأكثر دقة، بين التقاويم التي عرفتها شعوب العالم القديم، وكان فيضان النيل هو أهم أحداث السنة، قد جعلهم يدركون أن تقويمهم القديم مهم، كان المصريون قد احتفظوا بهذا التقويم طيلة 4 آلاف عام.

وكان قدماء المصريين هم أول من احتفلوا بليلة رأس العام في التاريخ، وقد حرصوا قبل 5 آلاف عام، على إقامة الاحتفالات بليلة رأس السنة، في كل عام، وسط مظاهر عظيمة واحتفالات صاخبة، واحتوت السنة المصرية القديمة على كثير من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم، مثل رأس السنة، وأعياد كل شهرين، وبدايات الفصول.