مخطوطة التوراة العراقية

أكد مسؤولون إسرائيليون، السبت، أنّ مخطوطة التوراة العراقية التي احتفلت تل أبيب بوصولها قبل يومين هي "ممتلكات تعود للدولة العبرية"، كاشفين أن جنودًا أميركيين أخذوا المخطوطة من مستودع تابع للمخابرات العراقية السابقة بعد الحرب ونقلوها إلى السفارة الإسرائيلية في الأردن وبعدها إلى إسرائيل.

ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس"، عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية، أن "المخطوطة هي من ممتلكات الجالية اليهودية، وتعود للدولة العبرية".

وأضاف مسؤولي إسرائيل، أن "وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان، احتفل بعودة مخطوطة التوراة، بحملها صحبة رئيس الحاخامات، والطواف بها في أروقة الوزارة بمراسيم خاصة بمشاركة 300 منتسب، وسط إلقاء الحلويات مع التصفيق والغناء".

وذكر مسؤول المخازن في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس، آمون إيزرائيل، وفقًا للوكالة الأميركية، أنه "صعق عندما رأى وضعية مخطوطة "توراة سفر الرحيل" في أول يوم تسلم فيه المهمة في الوزارة عام 2013، وهي تالفة ومتعفنة ولا يوجد فيها أي عنوان يوضح أصلها".

وبين إيزرائيل "أن الجنود الأميركيين أخذوا المخطوطة من مستودع في المخابرات العراقية خلال الحرب وسلموها إلى دبلوماسي السفارة الإسرائيلية في الأردن لنقلها إلى إسرائيل" .

وأفاد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لحساسية موضوع وجود توراة من الأرشيف العراقي في إسرائيل، أن "شخصًا ما جلب المخطوطة للسفارة الإسرائيلية في الأردن عام 2007، وقام مسؤولي الأمن في السفارة بفحصها بالأشعة السينية للتأكد من عدم احتوائها على مواد متفجرة، قبل عرضها على السفير".

وكشف المسؤول "تلقي السفارة الإسرائيلية في الأردن الكثير من المقتنيات اليهودية خلال السنوات الماضية".

وتوقع أن "عراقيًا هرّب المخطوطة خلال مرحلة الفوضى أثناء الحرب، وأن أحدهم جلبها إلى السفارة الإسرائيلية"، مضيفًا أنها "استخدمت مرة واحدة داخل السفارة، لأداء الصلاة اليهودية ثم تركت بعدها" .

وأوردت الوكالة، أن "الخارجية الإسرائيلية، أمرت بعثتها في الأردن سنة 2011، بضرورة نقل جميع المواد التي لا تحتاجها في السفارة إلى إسرائيل، خشية وقوع مثل ما حدث في القاهرة عندما اقتحم متظاهرون غاضبون السفارة الإسرائيلية وحطموا محتوياتها ونهبوها.

واستخدم الخطاط الخبير أكيفا غاربر، عندما استدعي لفحص المخطوطة"، مواد كيميائية لاسترجاع الحروف المشتتة وإصلاح الصفحات الممزقة في رقعتها لتكون ملائمة لاستخدامها في الطقوس الدينية، مشيرًا إلى إهمالها لشهور عدة.

ونقلت الوكالة عن الخطاط غاربر، قوله إنه "ليس بالأمر الهين الحصول على مخطوطة بهذا القدم"، معربًا عن سعادته الغامرة بـ"التمكن من إعادة تلك المخطوطة النادرة للحياة مرة أخرى".

وكان وزير السياحة والآثار العراقي عادل شرشاب، أعلن في الـ19 من كانون الثاني/يناير 2015 الحالي، خلال مؤتمر صحافي عقده، في مبنى المتحف الوطني العراقي، في منطقة العلاوي وسط بغداد، على هامش حفل توقيع ملف "بابل المشهد الثقافي والمدينة الأثرية للإدراج على لائحة التراث العالمي"، أن الوزارة ما تزال تحاور الولايات المتحدة لإعادة الأرشيف اليهودي إلى العراق، مشددًا على حق العراق باستعادة ذلك الأرشيف كـ"إرث وطني".

وكانت مصادر أميركية أكدت في الـ14 من آب/أغسطس 2013، أن إعادة محتويات الأرشيف اليهودي إلى العراق ستتم بعد "الانتهاء من أعمال صيانته".

 وبيّنت أن أعمال الصيانة لـ 2700 كتاب ومخطوطة وصلت إلى نسبة إنجاز قدرها 60 في المائة.

وذكرت أن أغلب الكتب القديمة "تعرضت للتعفن بسبب الحرارة والرطوبة"، كاشفة وجود مخطط لفتح معرض للوثائق في تشرين الأول/ أكتوبر2013.