الفنانة أمية جحا

أدانت وزارة الثقافة الفلسطينية الاثنين، قيام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بحذف وحجب رسومات وموقع الفنانة الكاريكاتورية الفلسطينية أمية جحا عن انتفاضة القدس.
 
وذكرت الوزارة في بيان لها، أن هذا الإجراء التعسفي يتنافى مع حرية التعبير، التي كفلتها جميع القوانين الدولية، كما ويتنافى مع الحق في مقاومة الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني واستجابة لضغوط الاحتلال الصهيوني.
 
وأعلنت الوزارة تضامنها الكامل مع الفنانة جحا التي تسطر بريشتها معاناة شبعنا الفلسطيني وتعكس الهم الفلسطيني بشكل خاص، كما وشكلت حالة نضالية ثقافية كشفت عن وجه الاحتلال القبيح وعززت صمود شعبنا الفلسطيني.
 
وحثت الوزارة جميع الفنانين عمومًا ورسامي الكاريكاتير خصوصًا على مواصلة النضال بشتى الوسائل الثقافية؛ لفضح جرائم الاحتلال، ولإبراز صمود شعبنا الأسطوري أمام جرائم الحرب الصهيونية وإجراءات الاحتلال التعسفية.
 
ورفضت الوزارة استجابة إدارة "الفيسبوك" للتحريض المستمر على رسومات الفنانة جحا. حيث يُذكر أن إدارة "فيسبوك" قامت الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2016 بحذف رسومات الفنانة أمية جحا من موقعها على "الفيسبوك"، وتصاعدت الإجراءات التعسفية للموقع حتى حجبت الفنانة جحا عن موقعها بنفس اليوم.
 
يُشار الى ان الفنانة أمية جحا من مواليد مدينة غزه عام 1972، تخرجت من جامعة الأزهر في غزة، بتخصص رياضيات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى على الجامعة. كما تعتبر رئيس مجلس ادارة شركة "جحا تون" لإنتاج رسوم الكارتون، وحصلت على جائزة الابداع النسوي التي اقامتها وزارة الثقافة الفلسطينية عام 1999، وحصلت على جائزة الصحافة العربية لأفضل رسم كاريكاتير عام 2001، وحصلت على جائزة المرأة المبدعة التي اقامتها جمعيه المرأة المبدعة في فلسطين عام 2008. كما عملت معلمه في احدى المدارس الحكومية ثم استقالت بعد ثلاثة أعوام لتتفرغ للعمل الفني، وعملت في صحيفة "الرسالة"، ومازالت منذ عام 1997، كما وعملت في صحيفة "القدس" الفلسطينية من عام 1999 الى عام 2002، تعمل حاليا ومنذ شباط/فبراير 2002 في جريدة الحياة الجديدة، في صحيفة "الراية" القطرية وموقع "الجزيرة نت" الاخباري.
 
وتعد جحا إحدى رسامات الكاريكاتير الأكثر شهرة في غزة وهي عضو في جمعية على اسم ناجي العلي للفنّ التشكيلي في فلسطين (جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين). فازت عام 2011 بجائزة الصحافة العربية. وقد نشرت رسوماتها الكاريكاتيرية منذ فترة في صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية. وبالإضافة إلى هذه الصحيفة، تنشر أمية رسوماتها في موقع إنترنت وفي صفحات "الفيسبوك" التي تحمل اسمها. إحدى السمات البارزة في توقيع جحا على رسوماتها الكاريكاتيرية هي رمز مفتاح العودة، الذي يرمز إلى مطالبة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربيّة والشتات في أنحاء العالم بالعودة إلى منازلهم التي عاشوا فيها حتى عام 1948. كما أن هناك أشكال مرتبطة بمعاناة الفلسطينيين تعود بانتظام في الرسومات الكاريكاتيرية التي ترسمها أمية، ولكن هناك أيضًا عدد غير قليل من الرسومات ذات الطابع الإسلامي الواضح ضدّ اليهود تحديدا وضد "الإسرائيليين" عمومًا.
 
وتوجه بعد ذلك مسؤولون في "الفيسبوك" إليها وطالبوها أن تزيل من صفحتها الشخصية رسومات تحريضية ضدّ "إسرائيل" والإسرائيليين، يظهر فيها أنها تؤيد قتل الإسرائيليين وتدعو إلى الجهاد.
 
قالت جحا في مقابلة أجرتها مع الإعلام الفلسطيني عام 2010 إنّها تفخر باللقب الذي منحته لها الحكومة "الإسرائيلية" وهو "إرهابية". وقالت أيضا إنها كانت متأثرة جدا بأعمال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.
 
وفي عام 2003، قصفت قوات الجيش الإسرائيلي هيئة تحرير صحيفة "الرسالة"، الناطقة بلسان حماس، والتي عملت فيها جحا منذ عام 1996 بل وقالت إن القصف على هيئة التحرير جاء في أعقاب رسمة رسمتها وظهر فيها جنود "إسرائيليون" من دون رأس وهم يقفون خلف رئيس الحكومة "الإسرائيلي" حينذاك، شارون.
كما اجتاحت قوات صهيونية حي الزيتون في عام ‏2003، وتصدت لها المقاومة الفلسطينية، وتم اقتناص ‏ثلاثة‏ جنود "إسرائيليين" وقيل إنه قد قطعت رؤوسهم، فرسمت في اليوم التالي كاريكاتيرا في صحيفة "الرسالة" الأسبوعية التي أعمل بها منذ عام ‏1996‏، يقف فيه شارون في مؤتمر صحافي وخلفه عدد من جنوده بلا رؤوس، وشارون يقول: "وهاهم جنودنا البواسل قد عادوا وهم مرفوعي الرؤوس"، وتناقل الإعلام الصهيوني هذا الرسم وحظي بانتشار محلي واسع وتم قصف الصحيفة في مساء اليوم الذي تم فيه نشر الرسم".
 
وترسم جحا، من بين أمور أخرى، رسومات كثيرة حول الوضع الداخلي الفلسطيني وقد غطّت بشكل واسع من خلال رسوماتها الانقسام الفلسطيني.