العثور على بقايا أقدم مصاحف العالم

عثر على بقايا أقدم مصاحف القرآن الكريم يعود عمرها تقريبًا إلى حقبة النبي محمد عليه السلام، تم العثور عليها مخبئة داخل صفحات مصحف آخر في مكتبة جامعة "برمنغهام"، ويرجح بأن يكون عمر صفحات القرآن الكريم ما بين 1448 و1371 عامًا، ما يجعلها أقدم نسخة من القرآن الكريم في الوجود.

واكتشفت هذه الصفحات النادرة في طيات صفحات مصحف آخر من أواخر القرن السابع داخل مكتبة جامعة "برمنغهام"، وكانت مكتوبة بالحبر على مخطوطة مصنوعة من جلد الحيوان، ويعتقد أنها وضعت داخل طيات مصحف آخر بسبب الحيرة حول المكان الذي يجب أن توضع فيه.

ويعتقد أن الصفحات التي عثر عليها وتحتوي على أجزاء من السور أو الأحزاب من 18 إلى 20، ربما تمت كتابتها بواسطة أحد الأشخاص ممن عاصروا النبي محمد عليه السلام الذي أسس العقيدة الإسلامية، وتعود أهمية الاكتشاف في أن القرآن الكريم في الأعوام الأولى من الإسلام كان يتم تناقله شفويًا أكثر مما يتم تناقله عن طريق الكتابة.

وأكد الخبير في الشئون الإسلامية والمسيحية في جامعة "برمنغهام" دايفيد توماس، على أهمية ذلك الاكتشاف، مشيرًا إلى ارتباط الإسلام بطبيعة الحال بالنبي محمد الذي عاش في أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الميلادي، وبالتالي فإن هذه المخطوطة من الممكن بأن تكون قد كتبت بعد وفاته، وأضاف توماس لـ"بي بي سي" أن الشخص الذي كتب هذه الآيات ربما يكون عاصر النبي محمد، بحيث رآه وحضر دروس الوعظ الديني التي كان يلقيها.



وأوضح توماس أن تقنية الكربون المشع استخدمت في التعرف على التاريخ الذي ترجع إليه هذه الصفحات والذي جاء مابين 568 و645 ميلادية، بينما يعتقد بأن النبي محمد قد عاش في الفترة ما بين 570 و632 ميلادية، وأسس الإسلام في الفترة اللاحقة لتاريخ 610 ميلادية بحيث كان أول مجتمع إسلامي في المدينة في 622 ميلادية.

وأشار إلى أنه في ذلك الوقت كان القرآن الكريم يحفظ وتتم تلاوته شفهيًا حتى أمر الخليفة أبو بكر الصديق بعد وفاة النبي محمد بجمع آيات المصحف الكريم في كتاب واحد، على أن الشكل النهائي للقرآن الكريم كان في عهد الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان.



وبيّن أستاذ توماس أن صفحات القرآن الكريم التي عثر عليها في مكتبة جامعة "برمنغهام" لم تتغير منذ تلك الفترة والآيات التي وردت فيها مطابقة تمامًا للآيات الموجودة بالمصحف الحالي، بينما وصفت مديرة المجموعات الخاصة في جامعة "برمنغهام" سوزان وارل، ذلك الاكتشاف العظيم بالكنز الحقيقي الذي يعد بالغ الأهمية في دراسة الإسلام والتراث الإسلامي.

ووصف أستاذ العلاقات بين الأديان في جامعة "برمنغهام" نادر دينشاو، أن اكتشاف هذه الصفحات للقرآن الكريم الأقدم في العالم والتي تمت كتابتها بالخط الحجازي، يعد مذهلاً ويمكن أن يقود إلى معرفة المزيد عن السنوات التي بدأ فيها النبي محمد عليه السلام في نشر تعاليم الإسلام.