الأمير الوليد بن طلال

قرر رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة" الأمير الوليد بن طلال، التبرع بكامل ثروته للأعمال الإنسانية، والتي تُقدر بنحو 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، وهو القرار الذي جرى الكشف عنه خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الرياض.

وأعلن رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية، الأمير الوليد بن طلال، عن تعهده بأن يهب ثروته للأعمال الخيرية والإنسانية، كاشفًا أنه سيتبرع بمبلغ 120 مليار ريال (32 مليار دولار) للأعمال الخيرية في السنوات المقبلة عبر مؤسسة "الوليد للإنسانية"، قائلًا: "هذه الهبة لبناء عالم أفضل، يسوده التسامح، وقبول الآخر، والمساواة، وتوفير الفرص للجميع".

وحول ما إذا كان هذا القرار سيقود إلى بيع الأمير الوليد لأسهمه في شركة "المملكة القابضة" التي تعتبر إحدى أهم الشركات القيادية في سوق المال السعودي، أكد الأمير الوليد أنه لا ينوي على الإطلاق بيع أي من أسهمه في الشركة، وقال: "لم ولن أبيع أسهمًا في شركة المملكة القابضة، على العكس الشركة تدر أرباحًا وهذه الأرباح ستتحول إلى مؤسسة الوليد للإنسانية، كأحد مصادر الدخل المهمة".

ولفت الأمير الوليد الذي يرأس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة"، إلى أن عمليات صرف هذه الهبة ستكون عبر خطة مدروسة للأعوام المقبلة، مبينًا في رده على أسئلة الصحافيين أن إدارة هذه الأموال ستكون ضمن أولوياته، وقال: "حان الوقت الذي من خلاله سيكون لمؤسسة الوليد للإنسانية دور أكبر في أعمالها الإنسانية، كما هو الحال في السابق".

ورد الأمير الوليد في رده على سؤال لـ"الشرق الأوسط" عن دور مؤسسته الإنسانية في تدريب الشباب العاطل عن العمل وتأهيلهم، بقوله "لا شك أن البطالة بدأت تنتشر بشكل مخيف في المنطقة العربية في ظل الأوضاع الحالية، وعليه فإن تدريب الشباب وتأهيلهم هو دور الحكومات، قبل أن يكون دور الأفراد، إلا أننا في مؤسسة الوليد للإنسانية لن نغفل عن هذا الجانب إطلاقًا، وسيكون هنالك قرارات مهمة تصب في هذا الشأن".

وأثنى الأمير الوليد على برنامج "وظيفتك وبعثتك" الذي تتولاه وزارة التعليم، في السعودية، مع عدد من الجهات الحكومية التي أبرمت معها اتفاقيات تلزمها بتوظيف المبتعثين، وقال: "هذه الخطوة إيجابية للغاية، ومن المتوقع أن يكون أثرها ملموسًا خلال السنوات القليلة المقبلة، فمعظم المبتعثين من الآن ولاحقًا، سيعودون للوطن وفرصهم الوظيفية قد جرى تأمينها".

وبالعودة إلى قرار الهبة، قال الأمير الوليد بن طلال "هذا التعهد هو تعهد دون أي قيود أو حدود.. هو تعهد للإنسانية كافة"، مشيرًا إلى أنه قدم على مدى 35 عامًا وفي أكثر من 92 دولة حول العالم، نحو 3.5 مليار دولار لدعم الإنسانية، مضيفا: "كانت وما زالت مؤسسة الوليد للإنسانية واحدة من أهم المؤسسات الإنسانية الرائدة في العالم التي عملت على دعم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم".

وتابع الأمير الوليد "ومن منطلق حرصي وشغفي بالعمل الإنساني فإنني أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر، وتمكين المرأة والشباب، ومد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية، وبناء جسور بين الثقافات"، مضيفا: "ستفعّل هذه الهبة على مراحل، وبحسب خطة مدروسة للأعوام المقبلة، واستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل أموالي بعد وفاتي ولضمان إيصالها لمشروعات ومبادرات تهدف إلى خدمة الإنسانية".

وأضاف الأمير الوليد "كما أثبتت مؤسسة الوليد للإنسانية جدارتها في تمكين المرأة والشباب محليًا وعالميًا فهي من المؤسسات الأوائل التي دعمت المرأة في المجال الحكومي، كالقيام بدورات لتأهيل السيدات لخوض انتخابات المجالس البلدية، وفي مجال توفير الإغاثة عند وقوع الكوارث، مدت مؤسسة الوليد للإنسانية يد العون عن طريق شركائها الهلال الأحمر، الأمم المتحدة، اليونيسيف وغيرهم في دول كثيرة عانت من الزلازل والفيضانات".

وأشار إلى أن مؤسسة الوليد للإنسانية دعمت مشروعات عدة لتمكين المرأة مثل جبل الفيروز لتمكين المرأة الأفغانية على الصعيد الحرفي، بالإضافة إلى بناء الجسور بين الحضارات وتقريب وجهات النظر بين الأديان والثقافات، وقال: "بصمات المؤسسة واضحة في الستة مراكز القائمة في أبرز الجامعات العالمية كجامعة جورج تاون، وهارفرت، وأدنبره، وكمبردج والجامعة الأميركية ببيروت والقاهرة ومتحف اللوفر بباريس".