برج خليفة في دبي

استحوذت إمارة دبي الإماراتية على 18% من أعلى 100 ناطحة سحاب مكتملة البناء في كافة أنحاء العالم، وذلك طبقًا لأحدث إحصائية عالمية. حيث أفاد مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية (منظمة دولية يقع مقرها في شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية)، بأن الإحصاءات مبنية على معيارين (نسبة الإنجاز والارتفاع). إذ وثقت الإحصاءات وجود 100 ناطحة سحاب مكتملة الإنجاز على مستوى العالم وتبدأ ارتفاعاتها من 300 مترًا وتنتهي عند أكثر من 800 مترًا.

وأوضحت مصادر مطلعة أن دولة الإمارات حققت قفزات هائلة على صعيد تشييد المباني الشاهقة حيث كانت تضم ثلاثة أبراج ارتفاعاتها لا تتجاوز 200 مترًا فقط قبل 10 أعوام ارتفعت اليوم إلى نحو 231 برجًا لتتفوق على الولايات المتحدة والعديد من الدول المتقدمة في معدل إنجاز الأبراج الشاهقة.

ويصنف أي مبنى ارتفاعه 300 مترًا على أنه ناطحة سحاب فيما كان التصنيف السابق يُبنى على أساس 150 مترًا لكن تزايد أعداد الأبراج الشاهقة في كل أنحاء العالم دفع بالمختصين إلى مضاعفة الارتفاع بالإضافة إلى تحديد الارتفاع ليشمل صاري المبنى. وبحسب رصد "البيان الاقتصادي" لبيانات منظمات دولية وقاعدة بيانات رسمية فإن دبي تحتضن أعلى ثلاثة ناطحات سحاب في العالم تتجاوز ارتفاعاتها 600 مترًا أعلاها برج خليفة بارتفاع 828 مترًا.

وتحتفظ دولة الإمارات بعرش أعلى ناطحة سحاب في العالم لغاية 2020 على أقل تقدير ريثما تستكمل أعمال البناء في «برج جدة» في المملكة العربية السعودية الذي يتجاوز ارتفاعه 1000 مترًا فيما تتضارب الأنباء حول برج (اذربيجان) الذي يتوقع إنجازه في 2019 بارتفاع 1050 مترًا، ويقع في جزيرة اصطناعية في ساحل بحر قزوين، جنوب شرقي العاصمة «باكو».

وأشارت المصادر إلى أن دبي قد تخرج بمفاجأة معمارية تفوق ناطحات السحاب التي يتجاوز ارتفاعها 1000 مترًا في أحد مشاريعها قيد الإنجاز، مشروعا خور دبي في الخيران أو في منطقة جميرا المطلة على مياه الخليج العربي. حيث أن اللافت أن معظم ناطحات السحاب الشاهقة الجديدة تقع في آسيا والشرق الأوسط (دولة الإمارات العربية على وجه الخصوص)، وهو ما يعكس اتجاهات البناء التي ظهرت خلال العقد الماضي، وقد بقيت نيويورك مركزًا نشطًا لبناء الأبراج الشاهقة في الأميركتين. إلا أنها لم تعد قادرة على منافسة دبي التي تواصل زيادة عدد ناطحات السحاب لديها إذ أعلنت أخيرًا عزمها تشييد برج «دبي ون» بارتفاع أكثر من 700 مترًا وأعلى برجين توأمين في العالم في خور دبي بارتفاع 600 مترًا.

وبيَنت قائمة المجلس العالمي للمباني الشاهقة أن مواقع الأبراج الـ 20 الأعلى في العالم خلال الأعوام الـ 10 المقبلة ستكون 50% في الشرق الأوسط و35% في آسيا و10% في أميركا و5% في أوروبا. أما استخدامات تلك الأبراج فهي 70% مبان متعددة الاستخدامات، و15% للمكاتب و10% للأغراض السكنية، و5% فندقية.

أما الوضع الراهن لتلك الأبراج فهي موزعة 55% تحت الإنشاء و40% لم تتعد الإعلان عنها، في حين لم تتجاوز نسبة المنجز منها أكثر من 5%. أما على صعيد مواد البناء التي ستستخدم في تلك المباني الشاهقة، فتتوزع كما يلي: 70% مواد صديقة للبيئة، و20% مواد بناء مختلطة، و10% كونكريت.

وتصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالميًا في قائمة الدول الأكثر إنجازًا للأبراج الشاهقة التي يزيد طولها على 200 مترًا، بحسب المجلس العالمي للمباني الشاهقة والمساكن الحضرية خلال 2015 بعدما كانت تحتل المرتبة الثانية في القائمة عام 2011 و2012.

وأوضح المجلس في تقريره السنوي حول حركة تشييد الأبنية الشاهقة أن الإمارات سريعة جدًا على هذا الصعيد فقد تمكنت خلال عام واحد (في 2011) من إنجاز 16 ناطحة سحاب تسع منها في أبوظبي، بمجموع أطوال كلي قدره 4243 مترًا (4,2 كيلومترات) ووفق ترتيب المدن الأكثر إنجازًا للأبراج الشاهقة خلال 2012 جاءت أبوظبي في المرتبة الثانية عالميًا بالتساوي مع مدينة بوستن الأميركية).

وتتصدر دبي مدن العالم في عدد الأبراج التي يتجاوز ارتفاعها 200 مترًا متفوقة على مدن مثل نيويورك وهونغ كونغ وشنغهاي وطوكيو. كما تحتضن دبي 64 برجًا بارتفاع يتجاوز 200 مترًا، وحلت هونغ كونغ ثانية بعدد 63 برجًا ثم نيويورك بـ 58 برجًا وشنغهاي بـ46 برجًا، كما تحتضن دبي 18 برجًا يتجاوز ارتفاعها 300 مترًا، تليها نيويورك بـسبعة أبراج، ثم هونغ كونغ وشيكاغو وغوانغزهو بـستة أبراج لكل منها.

واستغرق تشييد أعلى 50 ناطحة سحاب في العالم 80 عامًا ما بين 1930 – 2010 لكن بفضل التقنيات الحديثة وطموح المدن العالمية ورغبتها في الريادة جعل الـ 50 ناطحة سحاب التالية تنجز خلال خمسة أعوام ما بين 2010 – 2015. وتمكن قطاع البناء والتشييد من إيجاد حلول تقنية لمواجهة تحديات الجاذبية وإدارة آلاف العمال في موقع العمل.