مؤتمر "الاستثمار في المستقبل"

تستضيف إمارة الشارقة في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وللمرة الأولى في المنطقة، مؤتمر "الاستثمار في المستقبل" والمتخصص ببحث ومناقشة سبل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، برعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر استجابة من المفوضية لما تشهده المنطقة من تزايد كبير في أعداد الاجئين في بعض بلدان المنطقة التي تمزقها الحروب. ويهدف المؤتمر الذي يُقام بمشاركة أكثر من 300 من قادة الدول ومسؤولين حكوميين وخبراء دوليين وإقليميين في شؤون اللاجئين وحماية الأطفال من مخاطر المناطق التي تشهد حروبًا، إلى وضع آليات محددة تضمن حماية الأطفال واللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مخاطر الاستغلال والعنف بكل أشكالهما.

 ويسعى المؤتمر لتوفير الحقوق الكاملة للأطفال اللاجئين، ولا سيما في مجال المأوى والغذاء والرعاية الطبية والعلاج النفسي والتعليم.

 ونظراً لكون أحد الاهداف الرئيسية للمؤتمر هو توفير منبر لليافعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل التفاعل ورفع الوعي حول قضايا نزوح الأطفال واليافعين، فقد تم تنظيم "منتدى اليافعين" ليسير بالتوازي مع المؤتمر. وسيستضيف المنتدى عددًا من ورش العمل والجلسات، ومن المتوقع أن يحضره قرابة 500 طالب جامعي وأعضاء من سلك التعليم إضافة إلى أكاديميين.

 وأكدت الشيخة جواهر أن لكل طفل في العالم الحق بأن يحظى بكامل حقوقه في العيش ضمن بيئة آمنة ومستقرة توفر له أساسيات الحياة الكريمة، مشددة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي بمؤسساته وأفراده مسؤولية توفير هذه الحقوق لأطفال العالم كافة.

 وأضافت أن استضافة إمارة الشارقة لهذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة جاء في إطار تنفيذ توجيهات حاكم الشارقة في حماية حقوق اللاجئين ولا سيما الأطفال منهم، والعمل على وضع الآليات الكفيلة بإنقاذ هذه الشريحة المهددة بالضياع. وأشارت إلى أن مؤتمر الاستثمار في المستقبل يسعى إلى وضع العديد من التوصيات وتبني الخطوات العملية حول حقوق الأطفال اللاجئين، والتي ستشمل حاجات هؤلاء الأطفال، المادية والمعنوية، ومساعدتهم في الحصول على الوثائق الثبوتية اللازمة، إضافة إلى تعزيز فرص المشاركة الفعالة أمامهم في المجتمع، ووضع الآليات اللازمة لحمايتهم من الاستغلال والعنف، ومنحهم الثقة والأمل بأن المستقبل سيكون أفضل.

 وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن "انعقاد هذا المؤتمر في هذا الوقت في غاية الأهمية، حيث يشكل الأطفال أكثر من نصف عدد اللاجئين جراء الصراع في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويبدو تأثير هذا النزوح على الأطفال قاسيًا، فالأطفال المنقطعون عن الدراسة مهددون بالجهل والضياع. وبالتالي لا تقتصر أهداف هذا المؤتمر على كيفية العمل معًا على حماية الأطفال واليافعين اللاجئين فحسب، بل وعلى كيفية العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال".

وأضاف غوتيريس أن " استضافة هذا المؤتمر في الشارقة فيه الكثير من الحكمة." معربًا عن امتنانه للشيخة جواهر لتعاونها الوثيق مع المفوضية ولتقديمها الدعم والموارد اللازمة".

يذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تم إنشاؤها في ديسمبر 1950 من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعمل على قيادة وتنسيق العمل الدولي الرامي إلى حماية اللاجئين وحلّ مشكلاتهم في أنحاء العالم. وتكمن غاية المفوضية الأساسية في حماية حقوق ورفاه اللاجئين. وتسعى المفوضية لضمان قدرة كل شخص على ممارسة حقه في التماس اللجوء والعثور على ملاذ آمن في دولة أخرى، مع إمكان اختيار العودة الطوعية إلى الوطن أو الاندماج محليًا أو إعادة التوطين في بلد ثالث. وعلى مدى أكثر من ستة عقود، قامت المفوضية بتوفير المساعدة لعشرات الملايين من الأشخاص على بدء حياتهم من جديد.

 وكانت حملة "القلب الكبير" التي أُطلقت في شهر حزيران/ يونيو 2013 تحت رعاية الشيخة جواهر المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نجحت في جمع أكثر من 13 مليون دولار أميركي في عامٍ واحد، والتي أسهمت بدورها في سد حاجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر توفير الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء. وانتقلت الحملة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعد أن تعطلت دراستهم نتيجة للأزمة الراهنة.