الفنان الراحل حمدي أحمد

نعى العديد من الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الفنان الراحل حمدي أحمد، حيث دعوا له بالرحمة ولأسرته بالصبر والسلوان. وذلك بعد أن توفي الفنان حمدي أحمد عن عمر يناهز 82 عامًا الجمعة، بعد أزمة صحية تعرض لها، بعد أن كان يعاني صحيًا خلال الفترة الأخيرة، حيث دخل إلى المستشفى أكثر من مرة خلال الشهور الماضية حتى وافته المنية. حيث لم يكن الفنان حمدي أحمد بالفنان العادي حيث قدَم خلال مشواره الفني أكثر من 100 عمل فني تركت علامات بارزة في مشواره الفني.

وكتب الفنان صلاح عبد الله عبر حسابه الشخصي على موقع الـ "فيسبوك"، "يا يناير ٢٠١٦.. جوايا كلام مش قادر أقوله وما ينفعش أقوله ومش هقوله لكن بدموعي بقول ألف رحمة ونور يا عمنا وأستاذنا صلوا الفجر وادعوله، أسألكم الفاتحة والدعاء للكبير القدير حمدي أحمد".

ونشر الفنان محمد رمضان هو أيضا عبر صفحته الرسمية، "الله يرحمه ويحسن إليه ويسكنه فسيح جناته الممثل المحترم حمدي أحمد". أما الممثل صبري فواز كتب عبر حسابه الشخصي في موقع "التغريدات" القصيرة قائلا، "هي 2016 داخلة سخنة علينا كده ليه... لا حول ولا قوة إلا بالله .. مع السلامة أستاذ حمدي أحمد.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وعلَق الفنان خالد نبوي، "الفنان الكبير والممثل العظيم حمدي أحمد أحد أهم صناع فن الأداء.. الأرض والقاهرة 30 واليوم السادس أدعو الله لك بالرحمة" وكتب السيناريست عبد الرحيم كمال على صفحته فور علمه بنبأ وفاة الفنان الكبير حمدي أحمد: "رحم الله الفنان المصري حمدي أحمد رحمة واسعة.. و"القاهرة 30" كما هي لم تتغير حتى 2016 رحم الله الفنان الجميل".

وبدأ حمدي مشواره الفني عام 1966 في فيلم "القاهرة 30" وعلى الرغم أنه كان أول ادواره إلا أنه نجح في تجسيد شخصية من أكثر الفئات المكروهة وهو "محجوب عبد الدايم" الطالب الانتهازي والإنسان الوصولي، ولم ينجح في الوقوف أمام عمالقة جيله وقتها سعاد حسني وأحمد مظهر، بل كتب للشخصية التي جسدها الخلود أكثر من غيرها في الفيلم، والتصقت ملامح حمدي أحمد المشربة بتجهم الطمع وتردد الانتهازي في ذاكرة المصريين، وجاءت معبرة لدرجة جعلتها في صدارة ما يضرب به المثل لكل من يحمل مثل هذه الصفات.

والتحق بفرقة التليفزيون المسرحي، وكان أول عرض يشترك فيه "شيء في صدري"، من إخراج نور الدمرداش، ثم قدَم مسرحيات (الأرض، الشيخ رجب، الشوارع الخلفية، قلوب خالية، الحصاد، أدهم الشرقاوي، الرجل الذي فقد ظله، أربعة في زنزانة)، كما قدَم للتليفزيون مسلسلات (الظاهر بيبرس، وبعد العاصفة، وكلام رجالة، والوسية، ومملوك فى الحارة، وشارع المواردي، وبوابة المتولى).

وتم اعتقال حمدي أحمد من قبل قوات الاحتلال البريطاني عام 1949، وكان عمره 16 عامًا، لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضدها، وفي العام 1979 انتخب عضوا في مجلس الشعب عن دائرة بولاق، مرشحًا عن حزب" العمل" الاشتراكي المعارض، واستمر في الكتابة السياسية والاجتماعية في جرائد الشعب والأهالي والأحرار والميدان والخميس، واحتل كعادة أي فنان معارض، واليساريين منهم تحديدا، دكة الصف الثاني دون أن يفارقها حتى اعتزل الفن تماما في العام 2015.

وفاز حمدي بجائزة أحسن وجه عام 1966، وشغل منصب مدير المسرح الكوميدي عام 1985، وحصل على الجائزة الأولى عام 1967 من جامعة الدول العربية عن دوره في فيلم "القاهرة 30"، وأدى بطولة ما يزيد عن 35 مسرحية و25 فيلم سينمائي و30 فيلما تلفزيونيًا و89 مسلسلا و3000 ساعة إذاعية، وأسند إليه أيضا بطولة المسرحية الشهيرة "ريا وسكينة" في دور "عبدالعال"، لكن شكوى الفنانة شادية من أسلوبه الحاد دائما دفعت المخرج إلى استبدال الفنان أحمد بدير به وأسند إليه الدور، والذي سجله بدير تلفزيونيا ليختفي من وعي المشاهد البطل الحقيقي للعرض.

وتزوج الراحل حمدي أحمد من السيدة فريال عاشور، ولديه منها بنتان وولد هما شرويت وميريت ومحمود الذي يعمل وكيلا للنيابة.

ويعد مسلسل "في غمضة عين" الذي عرض عبر شاشة "MBC مصر" قبل عامين هو آخر أعمال الراحل، كما أن آخر مشاركة له في السينما كانت من خلال فيلم "صرخة نملة" الذي شارك عمرو عبدالجليل بطولته. ولم يكن ظهوره في الفترة الأخيرة من خلال البرامج سوى للحديث عما تمر به مصر من أحداث سياسية.