عودة البذلة ذات السروال

شعر الجميع في الدوائر الليبرالية السائدة عندما ظهرت هيلاري كلينتون خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 في سروالها الخاص الشهير وهو البذلة ذات السروال، أنها هي الفائزة، وأن تلك المرأة على استعداد لتولي وظيفة دائما كان يقوم بها الرجل، ولاحقا قالت كلينتون، التي غالبا ما كانت ترتدي بذلة حمراء أو بيضاء أو زرقاء، إن السراويل جعلتها تشعر بـ"المهنية وأنها على استعداد للذهاب، ورغم خسارتها لا تزال كلينتون سياسية مخضرمة". وأكدت كلينتون أن ارتداء البنطال ساعدها على التأقلم مع السياسيين الذكور، ورغم كونها مختلفة عن الرجال لكن ارتداء البنطال جعلها أيضا مألوفة بينهم، وهنا أصبحت البدلة واحدة من أهم ما يميز النساء في مواقع السلطة، لكن حقيقة أن المرأة التي قدمت هذا الزي الرسمي لنا عانت من هزيمة ساحقة في الانتخابات أطفأ من بريق هذا الزي قليلا. ورغم ذلك أعاد جيل جديد من مرتدي البذلة ذات البنطال تشكيل وتغيير الاسم التجاري للزي المكون من قطعتين، وقالت لإرين ماسي دي كازانوفا، أستاذة علم الاجتماع في جامعة سينسيناتي ومؤلفة كتاب "Buttoned Up": "يجب تغيير الكلمة نفسها لسبب ما، لا يمكننا أن نقول نحن النساء ببساطة "بدلة"، لأنها توحي بأنها ملابس ذكورية أصلا وأننا قمنا باقترضها وأن كلمة "البدلة مخصصة للرجال". انتهجت الناشطة السياسة لكساندريا أوكاسيو-كورتيز مفهوما مختلفا للبدلة وبعيدا عن اللغة البصرية للسياسة، وبعد أن ارتديت بذلة باللوم الفيروزي من غابريلا هيرست في لقاء مع مجلة، تعرضت للهجوم من اليمينيين لارتدائها "ملابس باهظة الثمن"، وهو أمر لا يسمح لأي اشتراكي القيام به بالطبع. والتقطت عدسات المصورين صورة لكساندريا أوكاسيو-كورتيز بعد أن أصبحت عضوا في الكونغرس، وهي ترتدي سروالا جذّابا ومظلما يشبه تلك التي ترتديه كلينتون، وأشاد بها الجميع وكانت به إشارة بصرية بأنها دخلت بالفعل إلى عالم السياسة، وتعد ملابس النساء إشكالية كبيرة وبخاصة في ساحة العمل السياسي لضرورة قيامها بعكس اللغة البصرية في السياسة كما أنها تعمل كدرع لمن ترديها وهذا ما أكدته المصممة غابريلا هيرست. وظهرت النجمة إيما ستون وهي ترتدي بدلة من ستيلا مكارتني مع زوج من الأحذية الرياضية، بينما ظهرت المغنية الشهيرة ليدي غاغا في بدلة لامعة عاكسة شخصيتها الجريئة مما عكس عالمهما.