أسبوع الموضة في باريس

كانت الأفكار المبتكرة والغريبة السمة المشتركة بين كثير من مصممي الأزياء، في أسبوع باريس للموضة، الذي اختتم فعالياته نهاية الأسبوع الماضي، حيث كانت العصور الوسطى مصدر إلهام دار أزياء "فالنتينو" الإيطالية في مجموعتها، التي قدّمت الفساتين الرومانسية، مصنوعة من الكتان والشاش والحرير.

وذكرت تصميمات المجموعة المشاهدين برائعة الأديب العالمي شكسبير "روميو وجولييت"، لاسيما عند رؤيتهم العباءة الصوفية خمرية اللون، المنسدلة على الأرض.

ويستطيع مصمموا الأزياء، في بعض الأحيان، فعل ذلك عبر الجغرافيا السياسية، ومن بينهم إيليانا سيرجينموا، التي تحاول الربط بين أصول زوجها من أرمنيا وجورجيا، أيضًا المصمم اللبناني أيلي صعب، يسعى إلى التذكير بأن الشرق الأوسط، على الرغم من الحروب التي يخوضها، إلا أنه يتمتع بالجمال.

وتدخل السياسة الشخصية في لعبة الأزياء، كما في بيشورا جار، حيث وصلت مسيرتها إلى الجميع في الشوارع وبيوت الأزياء، وكلما وصلنا إلى هنا نجد أن بعض دور الأزياء يمكنها الوصول إلى الجمهور والبعض يبتعد.

ويحاول كرستيان ديور الوصول إلى الجمهور، عبر العودة إلى رومانسية الخمسينات وتجربة الستينات، وتحرر فترة السبعينات.

وتعتبر الأفكار التي يتم بناؤها على أفكار ومزجها بالواقع هي الأكثر نجاحًا من غيرها، وهي نقطة إعادة خلط المكونات والأجزاء للخروج من الركود والصورة النمطية، هناك استثناءات بالطبع، فقد استطاع بعض المصممين الخروج عن مصادر الإلهام التقليدية، مثل فريق التصميم في "شياباريلي".

يذكر أنه كشفت العلامة التجارية الرياضية "نايك" عن فساتين التنس، في بطولة أستراليا المفتوحة، كما جهزت موسكينو تصاميمها الأولى للمغنية الأميركية كاتي بيري، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل في شأن المغزى من عروض الأزياء الرسمية، لاسيما الأزياء الراقية.

ويشهد الواقع، قبل أسبوع الموضة، ظهور حكايات عن العلامات التجارية، إذ يحاولون الهروب من الواقع الذي يرتبط بالأزياء الراقية، ففي الأصل يجب التواصل مع العالم الحقيقي، بمستويات ودرجات متفاوتة من النجاح.