التغيرات في الشخصية التي غالبًا ما ترتبط بانقطاع الطمث أو أزمة منتصف العمر، يمكن أن تكون من علامات الإصابة المبكر بوجود الخرف، حسب ما يقول الخبراء، وفي محاولة لمساعدة الأطباء الذين يمكن أن يقوموا بالتشخيص الخاطئ للمرضى، قام العلماء بصياغة مصطلح اختلال طفيف في السلوك وقد وضعوا قائمة بالعلامات التحذيرية.

وتشمل العلامات التحذيرية الاكتئاب، القلق، اللامبالاة، الاندفاع، الإثارة والسلوك غير اللائق اجتماعيًا، بعد الكشف عن عملهم أمس، قال العلماء أنه إذا استمرت أي من هذه العلامات لمدة ستة أشهر، فذلك قد يدل علي بدء ظهور الخرف، وبعض أشكال المرض تشعل شرارة تغيرات غير متوقعة في المزاج والسلوك في وقت مبكر من منتصف العمر.

انقطاع الطمث، والذي يميل إلى الظهور عند بلوغ أوائل الخمسينات من العمر، يمكن أن يسبب تقلب المزاج، الاكتئاب والقلق، ولذلك فمن السهل ملاحظة كيف يخطيء الأطباء في تشخيص المرضى الذين لديهم بالفعل بداية الخرف المبكر، وقام الخبراء في جامعة كالجاري في كندا بالكشف عن القائمة المرجعية الخاصة بهم في المؤتمر الدولي الذي نظمته جمعية الزهايمر الأميركية في تورنتو، أمس، وضعوا قائمة العلامات التحذيرية بعد تتبع 282 شخصا يعانون من ضعف الادراك - في كثير من الأحيان تكون هذه هي المرحلة المبكرة لظهور الخرف. ووجدوا أن 82 في المائة من المرضى، الذين كان متوسط أعمارهم 60 عامًا، قد أظهروا نوعا من تغيير السلوك.

تقلب المزاج قد أثر على 78 في المائة من المرضي، السيطرة على الانفعالات قد أثرت علي 65 في المائة، اللامبالاة علي 52 في المائة، السلوك غير اللائق اجتماعياً علي 28 في المائة والذهان علي 9 في المائة، وحذر جوناثان رورر، وهو متخصص في مرض الخرف بجامعة لندن، في وقت سابق من هذا العام أن تغيير السلوك هو علامة تحذيرية خاصة بالخرف الجبهي الصدغي، الذي يصيب حوالي 16،000 شخص في بريطانيا.

وقال دكتور رورر: "الناس أصبحت أكثر انفعالاً، ويقولون أشياء وقحة وغير مقبولة اجتماعياً، لأن احد الأعراض تكون فقدان التعاطف تجاه أحبائهم، أنه مجرد منتصف العمر" أو "أنت لم تعد تتكيف"، وقال رئيس قسم الأبحاث في جمعية الزهايمر البريطانية الدكتور جيمس بيكيت إن أول علامات الخرف في كثير من الأحيان يتم ملاحظتها من قبل العائلة والأصدقاء المقربين وتكون في شكل تغيرات في السلوك والشخصية، وربما تكون أكثر وضوحًا من التغيرات الطفيفة في الذاكرة.

والأعراض المبكرة من الخرف غالبا ما يصعب ملاحظتها، ولأن التغيرات السلوكية يمكن أن تكون شائعة في منتصف العمر يتم ربط تلك الاعراض بأزمة منتصف العمر، الاكتئاب أو القلق أيضًا، هذا البحث الجديد قد يساعد الأطباء على ان يفهموا بشكل أفضل أية تغييرات مبكرة في السلوك وينبغي أن يسمح لهم بوضع الخرف تفسيرا محتملا آخر. ومع ذلك، التغيرات في السلوك في منتصف العمر لا تعد امرا خارجا عن المألوف ولا تعني دائمًا الخرف".