الكثير من الناس يقضون ساعات طويلة في الجلوس على مكاتبهم والآرائك والمقاعد

ينصح الخبراء بعدم الجلوس لفترات طويلة، لاسيما الأشخاص الذين يمتهنون العمل المكتبي، ويتناولون طعام الغداء أثناء جلوسهم على المكتب وأحيانًا الإفطار، ثم يعودون إلى المنزل ليجلسوا على الأريكة لمشاهدة التلفزيون أو الدردشة عبر وسائل الإعلام المجتمعية، وتربط الكثير من الدراسات بين الجلوس وتزايد خطر السمنة وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني وحتى الموت المبكر.

ويؤكد الأطباء أن الجلوس لفترات طويلة أمر سيء على الصحة حتى لو كان الإنسان يمارس الرياضة، وتحث وزارة الصحة البريطانية الناس الذين يقضون الكثير من الوقت جالسين على مكاتبهم أن يقوموا عنها كل ثلاثين دقيقة، والذي يعتبر في أوقات ضغط العمل ترفًا لا يمكن القيام به، ووجدت دراسة العام الماضي أن القليل من الرياضة مع الجلوس ساعات طويلة يمكن أن يضاعف خطر الموت المبكر، في ما يعرف بممارسة التمارين الرياضية أقل من 150 دقيقة في الأسبوع والجلوس لأكثر من سبع ساعات يوميًا.

وظهرت نهاية العام الماضي دراسة شهدت مشاركة 5000 عامل في المكاتب في لندن سواءً ممن يجلسون فترات طويلة أو يقفون فترات طويلة، ووجدوا أن الجلوس ليس أسوأ من الوقوف أو الخمول لفترة طويلة وعلى الناس أن تمارس الرياضة بانتظام، ويمكن للموظفين أن يستثمروا جهودهم في صالات الرياضة أفضل من تمارين القيام والقعود في مراكز العمل، ويعتبر قضاء الكثير من الوقت في عدم القيام بنشاط مثل الجلوس على المقعد أو الوقوف فترة طويلة سيئًا فهو يبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم بشأن تنظيم مستوى السكر في الدم وضغط الدم وتحطيم الدهون.

وقاست التجربة في لندن خطر الوفاة المبكرة فقط ولم تتابع أي من المخاطر الصحية الأخرى من الجلوس لفترات طويلة، ومن المفهوم أنه من السيء الاعتماد على نتائج دراسة واحدة بالمطلق لاسيما عندما تكون الشريحة المستهدفة من أهل لندن، ولا ينصح الأشخاص الذين يعملون في المكاتب سواء بالجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من دون انقطاع، ولا يتعلق الأمر فقط بالصحة الجسدية ولكن أيضًا بالصحة العقلية والإنتاجية، لذلك يعتبر صعود الدرج لمدة عشر دقائق أو التحدث إلى زميل، أفضل من قضاء الوقت بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني فضلاً عن أنها تبني علاقات جيدة في مكان العمل، وبدلًا من إمضاء ساعات بوجه متجهم في قاعة الاجتماعات، على الجميع تبادل الأفكار مع زملائهم، وسيكون من الأفضل الخروج من المكتب لمدة نصف ساعة؛ للحصول على تدفق أسرع للأفكار أو المشي قليلاً في المكتب من وقت إلى آخر.