الولادة القيصرية

اكتشف الباحثون أن الولادة عن طريق العمليات القيصرية، لا تسفر عن إنجاب طفل معرض للإصابة بالتوحد، وذلك بعد أن أظهرت دراسة سابقة أن هناك صلة إحصائية بين الولادة القيصرية وإنجاب طفل معرض للإصابة بالتوحد.
وأثبتت الدراسة التي أجريت حديثًا أن طريقة الولادة والظروف التي يولد فيها الطفل، من غير المرجح أن تتسبب في الإصابة بمرض التوحد، واقترحت الدراسة، التي نشرت في مجلة "جاما" للطب النفسي، أن الأطفال المصابين يتطلبون أكثر الولادة القيصرية، بسبب بعض العوامل الوراثية أو البيئية غير المعروفة.

وأعاد الباحثون في المركز الايرلندي للبحوث الانتقالية للأجنة وحديثي الولادة في كورك، دراسة البيانات التي أظهرت في وقت سابق أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية، معرضون بنسبة 21% للإصابة بالتوحد، وتطرق الفريق البحثي إلى ما هو أبعد من التحليل الأولي، وبحثوا ما إذا كان الأطفال المتوحدين، لديهم أشقاء يعانون أيضا من التوحد.
ويعتقد العلماء، أن الجينات هي العامل الرئيسي في إصابة الطفل بالتوحد، وعندما حلل العلماء بيانات من أخوة وأخوات الأطفال المصابين بالتوحد، أصبحوا قادرين على تقدير مدى العامل الوراثي، ومن خلال إجراء الدراسة من خلال أخذ ذلك في الحسبان، اختفت العلاقة الإحصائية بين التوحد والعمليات القيصرية.

وذكر رئيس فريق البحث علي خشان أنه "بفضل عدم ظهور أي علاقة بين الولادة بعملية قيصرية واضطراب التوحد، في الأبحاث التي أجريت على إخوة المتوحدين، يمكننا استنتاج عدم وجود علاقة سببية"، موضحًا أنه "من المرجح أن الولادة بالعملية قيصرية، ترتبط ببعض العوامل الوراثية و البيئية المجهولة، التي تؤدي إلى زيادة خطر الولادة قيصرية، واضطراب طيف التوحد".
وأثنى الخبراء البريطانيون على النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات، وأكد البروفيسور أندرو وايتلو من جامعة بريستول أن "هذه دراسة مهمة وقوية".

ويمكن تعديل العلاقة التي تربط بين الولادة عن طريق العمليات القيصرية، والتوحد وفقا لإصابة الأشقاء بهذا المرض، ولسنوات عديدة كانت هناك أدلة قوية على وجود عوامل وراثية تؤدي إلى الإصابة بالتوحد، وعندما يتم تعديل النتائج وفقا لدراسة إصابة الإخوة بالمرض، تختفي العلاقة بين الولادة القيصرية و بين الإصابة بالتوحد، وهذا خير دليل على أن الولادة القيصرية لا تسبب هذا المرض.