إدمان الهواتف الذكية

يُصاب الكثير من الأشخاص بحالة من الهوس والقلق المتزايد بشأن هواتفهم المحمولة خصوصًا إذا أوشكت بطارية الجوال على النفاذ، أو عند نسيان الهاتف الذكي عن دون قصد في المنزل.

ووصف الباحثون هذه الحالة بـ"رهاب الإبتعاد عن الهاتف المحمول" التي تأخذ طريقها في الارتفاع، وطوروا اختباراُ جديداً يشتمل على 20 سؤالًا لقياس مقدار القلق عند الأشخاص حال ابتعادهم عن هواتفهم الخلوية.

وكشف الباحثون أنَّ المرأة أكثر عرضة للإصابة برهاب الانفصال عن الهاتف الخلوي، أكثر من الرجل بمقدار 3.6 مرات، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى تفسير منطقي لهذه الحالة.

وتبدأ أعراض هذه الحالة التي تتمثل في عدم القدرة على إيقاف تشغيل الهاتف الخلوي، والهوس بتصفحه دائماً، و حتى الخوف من نفاذ البطارية، وأخذه إلى الحمام.

وبيّنت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عامًا، هم الأكثر تضرراً وتأثراً بأعراض المرض، لافتةً إلى أنَّ نسبة 77 % منهم غير قادرين على البقاء بعيدًا عن هواتفهم الخلوية لأكثر من دقائق.

وأجرى علماء النفس في جامعات الولايات المتحدة مقابلات مع تسعة طلاب جامعيين، من المعروفين بهوسهم بالاعتماد على هواتفهم الذكية، ووجهوا لهم سؤالًا عن شعورهم في حال الابتعاد عن هواتفهم النقالة، وبناءً على ذلك حددوا أربع سمات تتعلق بقلق الانفصال عن الهاتف.

وخلص الباحثون إلى أن المشاركين في الدراسة لا يشعرون بالأمان، عندما لا يستطيعون كتابة رسائل نصية أو الاتصال بأصدقائهم وعائلاتهم، كما يشعرون بفقدانهم لهويتهم الافتراضية، كما لا يشعرون بالرضا عندما لا يتمكنون من الوصول إلى المعلومات، مثل البحث عن إجابات الأسئلة عبر محرك البحث العملاق "غوغل".

ولفت مؤلف الدراسة من جامعة ولاية إيوا، كاجلار يلدريم إلى أنه "يجب أن يتم إدانة وحظرالاعتماد والهوس المفرط في استخدام الهواتف الذكية، الذي قد يتسبب في الكثير من المشاكل العقلية والنفسية".

وتأتي هذه الأنباء بعد أن كشفت دراسة أجرتها شركة "نوكيا" أن بعض الأشخاص، يتحققون من هواتفهم الذكية 150 مرة في اليوم.

وتوصل عدد كبير من الدراسات إلى أنَّ الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يلحق أضراراً جسيمة بالصحة، وحذر العلماء من الاستخدام المنتظم للأجهزة الإلكترونية لتهدئة الأطفال، ما قد يؤثر بالسلب على تنمية المهارات العاطفية والاجتماعية وحل المشاكل.

كما يحذر جراحو العيون من ارتفاع معدلات قصر النظر بين الشباب، بسبب إدمان استخدام الهواتف الذكية.

وأبرزت أبحاث أخرى أن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية يعطل إنتاج هرمون النوم "الميلاتونين"، مضيفة أن النوم في الغرفة ذاتها مع الهاتف المحمول أثناء شحنه يمكن أن يعطل النوم، كما أنه يؤثر على عملية التمثيل الغذائي، و يؤدي إلى زيادة الوزن.